"آسيان" تجمع الحلفاء والأعداء... وتحذير أممي من "صدع هائل"!

02 : 00

جانب من الحضور في قمة «آسيان» أمس (أ ف ب)

بعد يوم على تلويح رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ بـ»حرب باردة جديدة» في حال لم تجد الدول العظمى تسوية لخلافاتها، جمعت الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» في قمة جاكارتا أمس، زعماء ومسؤولين بينهم نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ولي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في ظلّ تحذير الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو المُضيف من تصاعد الخصومة بين القوى الكبرى، داعياً إلى تحويل اللقاء إلى «منتدى لتعزيز التعاون وليس لتأجيج الخصومات»، فيما لم يتضمن البيان المشترك للقمة أي إشارة إلى بحر الصين الجنوبي ولا إلى النزاع في أوكرانيا.

كما حضر اجتماع القمة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيزي. وأجرت هاريس ولي محادثات مع قادة «آسيان»، شدّدت خلالها هاريس على «أهمية فرض احترام القانون الدولي في بحر الصين الجنوبي». والتقت هاريس تباعاً ويدودو والرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس جونيور على هامش القمة، حيث أكدت مجدّداً التزام بلادها الثابت تجاه الفيليبين وشدّدت على الدور الذي يلعبه التحالف الأميركي - الفيليبيني لضمان «بقاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرّة ومفتوحة ومزدهرة».

من جهته، دعا الرئيس الفيليبيني شركاءه إلى التصدّي «للاستخدام الخطر لخفر السواحل» والسفن التي تسيّرها الصين، بعد وقوع حوادث عدّة مع سفن صينية في الأشهر الأخيرة. وفي هذا الصدد، أكد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول أن أي محاولة أحادية لتغيير الوضع القائم في بحر الصين الجنوبي «غير مقبولة»، مطالباً بفرض «نظام بحري مبني على القانون» لتنظيم هذه المنطقة البحرية الإستراتيجية، بينما كشفت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أمس أن وفداً من الحزب الشيوعي والحكومة في الصين برئاسة نائب رئيس الوزراء ليو قوه تشونغ سيزور بيونغ يانغ للمشاركة في الاحتفال بيوم تأسيس البلاد السبت. أمّا على هامش القمة، فالتقى رئيس الوزراء الأسترالي نظيره الصيني، وأكد أنه سيقوم بزيارة رسمية إلى الصين «في وقت لاحق هذه السنة»، في وقت تسعى فيه كانبيرا إلى تحسين العلاقات مع بكين. من ناحيته، أبدى لي استعداد بلاده لإعادة تحريك المبادلات الثنائية بعدما بقيت مجمّدة لسنوات، وفق وكالة «شينخوا».

في الموازاة، شكّلت قمة «آسيان» أوّل مناسبة تجمع مسؤولين كبار من واشنطن وموسكو، بعد حوالى شهرين من اجتماع «آسيان» الأخير في تموز الذي شهد توتراً. وحذّر لافروف أمس من مخاطر عسكرة شرق آسيا، متّهماً حلف الناتو بالسعي إلى التوغّل في المنطقة. كما حذّر من تحالف «أوكوس» العسكري بين أستراليا وأميركا والمملكة المتحدة، معتبراً أنه «قد يتسبّب بمواجهات».

وقبل أيام من استضافة بلاده قمة «مجموعة العشرين»، أكد رئيس الوزراء الهندي أهمية «بناء نظام عالمي ما بعد «كوفيد» يقوم على القانون»، داعياً إلى بذل جهود جماعية من أجل منطقة «حرّة ومفتوحة في المحيطَين الهندي والهادئ»، فيما تعمل نيودلهي على جعل رئاستها لـ»مجموعة العشرين» جسراً بين الاقتصادات العالمية الكبرى واقتصادات الجنوب. ولن يُشارك الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين في «قمة العشرين»، وهو غياب يُرجّح أن يستفيد منه الرئيس الأميركي جو بايدن لمصلحته.

أمميّاً، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «العنف الهمجي والفقر المتزايد والقمع الممنهج»، ما يُقوّض على حدّ قوله «الأمل بعودة الديموقراطية إلى بورما» التي تمثّلت باجتماع «آسيان» بمقعد فارغ. وحذّر من أن العالم يواجه خطراً حقيقياً بالتفكّك وبحدوث «صدع هائل» في نظمه الاقتصادية والمالية، داعياً قادة العالم إلى «إيجاد حلول سلمية وشاملة للتحدّيات التي تواجه العالم».


MISS 3