الراعي يجول في الجبل: لبناء الوحدة الداخلية

15 : 30

بدأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جولته في الجبل واستهلها بلقاء شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى في دارته في شانيه.


ومن هناك شدد الراعي على "واجب بناء الوحدة الداخلية في لبنان الغني بالقيم الثمينة"، وقال: "نحن من حيث لا ندري نسقط هذه القيم لتموت".


وأشار الى أننا "دولة الانفتاح وهذا ما يسمى بالحياد الايجابي الذي هو من صميم وهوية وطبيعة لبنان، ومن دونه لبنان يفقد دوره ورسالته التي ذكرها القديس البابا يوحنا بولس الثاني".


ثمّ توقف موكب البطريرك الراعي في الباروك حيث بارك أهالي البلدة الذين استقبلوه وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى والوفد المرافق باللافتات الترحيبية.


وكانت كلمة لرئيس بلدية الباروك الفريديس ايلي نخلة أشار فيها الى أن "غبطة البطريرك وشيخ العقل هما مدرسة في العيش الواحد نتعلم منهما ونعلم أبناءنا ليزرعوا في النفوس المحبة وبناء جبل ناصع على الرغم من الظلم الذي تعيشه بلادنا".


بدوره شكر البطريرك الراعي للقيمين حفاوة الاستقبال ولفت الى انه "لا يكفي أن نقول كلنا للوطن لأنه للأسف لسنا كلنا للوطن ولا يكفي أن نقول أن لبنان وطن نهائي ونجد أن الولاء منتقص ولا يمكننا أن نعيش الكذبة بين ما نقول وما نفعل. نحن اليوم في الباروك نقف أمام الوجدان الوطني ونجدد مع الجميع إيماننا بأن لبنان وطن حقيقي ونهائي لجميع أبنائه وكل الولاء له من دون سواه. المؤسف أن كل البلدان يتلى فيها النشيد الوطني كاملاً إلا لبنان نكتفي بالمقطع الاولى من هنا من أمام نصب رشيد نخلة فلنعلن التزامنا قول نشيدنا الوطني كاملا لانه حلقة متكاملة لا يمكن قطعها لما تحمله من التزام وطني يليق بنا كلبنانيين".

ورأى الشيخ ابي المنى أن "ما من كلام بعد كلام غبطته الذي بحضوره وأخلاقه الرفيعة يعبّر بلساننا وكلمته كلمتنا".


ثمّ وصل الراعي يرافقه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى الى قصر المختارة، حيث كان في استقبالهما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الذي قال: ان" المصالحة في الجبل تكرّست على الرغم من بعض اصوات النشاز التي تعمل على نبش القبور وفي ادبياتنا الشهداء كلهم شهداء الوطن من دون تمييز ".


وتوجّه للراعي بالقول: "نقدّر عالياً كل الجهود المحلية والعربية التي تقومون بها لحل معضلة الرئاسة ونحيي عالياً تأييدكم لدعوة الحوار".


وسأل: "هل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكستين وهل يمكن تسهيل انتخاب الرئيس يا سيّد عبد اللهيان؟".


وكان عقد لقاء مع الراعي في مكتبة بعقلين الوطنية، حضرته فعاليات رسمية ودينية وحشد من أبناء المنطقة، وألقى البطريرك كلمة عدّد فيها "ثمار" مصالحة الجبل، مشيراً الى أنها على الصعيد السياسي تمثّلت بعودة الحضور الحزبي السياسي الى الشوف وكذلك حرية العمل السياسي وعلى الصعيد الاجتماعي عودة المسيحيين الى أرزاقهم وإعمار بيوتهم والكنائس بشكل ملفت وعادت الحياة الاجتماعية بين المسيحيين والدروز بكل حسناتها.


وعلى الصعيد التربوي فتحت المدارس والمؤسسات والمعاهد والجامعات وحضرت الرهبانيات لتؤدي رسالتها في هذا الشأن". 

MISS 3