قمّة G20 تنطلق اليوم... وأميركا تُنهي آخر خلاف تجاري مع الهند

02 : 00

بايدن لدى وصوله إلى نيودلهي أمس (أ ف ب)

بدأ ممثلو دول «مجموعة العشرين» الوصول إلى نيودلهي أمس تمهيداً لانطلاق قمة المجموعة اليوم قبل أن تُختتم غداً، فيما يأمل مضيفهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إظهار النفوذ الديبلوماسي المتنامي لبلاده وتسهيل الحوار في شأن الحرب الروسية على أوكرانيا والتخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري وإعادة هيكلة الديون، وذلك في ظلّ غياب الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين.

ووصل الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى نيودلهي أمس. كما حضر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى العاصمة الهندية، بينما سيُمثل الصين رئيس الوزراء لي تشيانغ. وبعد نزوله من طائرة «إير فورس وان» الرئاسية وحضوره مراسم استقبال وجيزة مبتسماً، توجّه بايدن إلى مقرّ إقامة مودي، الذي استقبله بعيداً من الصحافيين الذين يُرافقونه.

وأثناء اجتماع بايدن ومودي، كشفت واشنطن أنّها اتفقت مع نيودلهي على حلّ آخر نزاع بينهما في منظمة التجارة العالمية. وقالت المسؤولة في البيت الأبيض عن الملف التجاري كاثرين تاي في بيان إنّ «اتّفاق اليوم (أمس) يحلّ النزاع المتبقّي منذ فترة طويلة ويفتح فصلاً جديداً من التعاون الثنائي الذي سيُعمّق العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والهند»، في إشارة إلى الخلاف المزمن بين البلدَين في شأن الدواجن، في حين اعتبر مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الهند «واحدة من الدول النادرة التي تتمتّع اليوم بالمرونة لكي تجمع»، حتى حول المواضيع «الأكثر صعوبة» مثل الحرب في أوكرانيا.

وفي السياق، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن غياب الرئيسَين الصيني والروسي وآخرين يعكس مدى «الخلل الوظيفي» في هذه الأسرة العالمية، معتبراً أنّه «تزداد الانقسامات وتنفجر التوترات والثقة تتآكل، وكلّ ذلك يُعزّز شبح التشرذم والمواجهة في نهاية المطاف». بالتوازي، أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان العمل «بشكل وثيق مع كلّ دول «مجموعة العشرين» لمواجهة محاولات تفسير كلّ المشكلات الإنسانية والاقتصادية في العالم حصراً من خلال النزاع في أوكرانيا».

في المقابل، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنه «من المخزي أن تقوم روسيا، بعد الانسحاب من مبادرة تصدير الحبوب في البحر الأسود، بمهاجمة الموانئ الأوكرانية»، مؤكداً دعم الاتحاد الأوروبي لعضوية الاتحاد الأفريقي في «مجموعة العشرين»، وذلك بعدما كرّر مودي رغبته في توسيع الكتلة «بضمّ الاتحاد الأفريقي كعضو دائم»، داعياً قادة «مجموعة العشرين» إلى مساعدة الدول النامية ماليّاً وتقنيّاً لمكافحة تغيّر المناخ.

في الغضون، رأت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال مؤتمر صحافي على هامش القمة في الهند أن الصين تواجه «مشكلات اقتصادية مختلفة»، لكن لديها أيضاً «هامش مناورة معيّن للتعامل معها». وقالت: «نُدرك المخاطر التي تُهدّد النمو العالمي»، مشدّدةً على أن «التأثير السلبي الأكبر يأتي من حرب روسيا ضدّ أوكرانيا»، لكنّها أضافت أنه رغم ذلك «فوجئت بقوة النمو العالمي والصمود الذي أظهره الاقتصاد العالمي».

إقليميّاً، وعقب اجتماع بين الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس جونيور ورئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيزي في مانيلا أمس، وقّع كلّ من الفيليبين وأستراليا اتفاقاً للشراكة الاستراتيجية لتعزيز تحالفهما الأمني والاقتصادي، فيما شكّلت زيارة ألبانيزي أوّل محادثات ثنائية يعقدها رئيس وزراء أسترالي في مانيلا منذ عقدَين. ومن بين الاتفاقات الأخرى التي وُقّعت، مذكّرة تفاهم في شأن فرص العمل المتبادلة ومنح تأشيرات سياحية. كما اتفق البلدان على عقد اجتماع سنوي لوزراء الدفاع. وأكد ألبانيزي أنه «اتفقنا على إضفاء الطابع الرسمي على الاجتماع السنوي لوزيرَي الدفاع».

في الموازاة، ندّدت الفيليبين بالتحرّكات «غير القانونية» التي قامت بها سفن صينية في بحر الصين الجنوبي، بعد تدخل لهذه السفن لتعطيل مهمة إعادة الإمداد لنقطة عسكرية نائية في جزر سبراتلي المتنازع عليها، إذ أشار فريق العمل الوطني لغرب بحر الفيليبين إلى أن «خفر السواحل الصينيين والميليشيا البحرية الصينية» قاموا «بمضايقات ومناورات خطرة وسلوك عدواني» تجاه الزوارق الفيليبينية، بينما اتّهم الناطق باسم خفر السواحل الصينيين الزوارق الفيليبينية بدخول المياه المحيطة بالشعاب المرجانية «من دون الحصول على إذن من الحكومة الصينية»، معتبراً أن الصينيين «تعاملوا بما يتماشى مع القانون».

على صعيد آخر، بدأ الرئيس الفنزويلي المشكّك في شرعيّته نيكولاس مادورو زيارة إلى الصين أمس، هي الأولى له في هذا البلد منذ 2018. وقال مادورو: «ترقبوا! الأخبار الجيّدة ستُمطر على الشعب الفنزويلي». وكانت قد كشفت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ أن مادورو يجري «زيارة دولة للصين من 8 إلى 14 أيلول»، فيما سيتوجه مادورو إلى «دول صديقة» أخرى، حسبما أكد رئيس البرلمان الفنزويلي خورخي رودريغيس، من دون أن يُحدّد تلك الدول.

وفي شبه الجزيرة الكورية، كشفت بيونغ يانغ أنها صنعت «غوّاصة نوويّة تكتيكيّة هجوميّة» في إطار جهودها لتعزيز قوّتها البحريّة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسميّة الكوريّة الشماليّة. وترأس الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الأربعاء مراسم كشف الغوّاصة الجديدة، حيث شدّد على أنّ «تسليح البحريّة بأسلحة نوويّة أصبح مهمّة عاجلة»، مشيراً الى أن بلاده ستحوّل غواصاتها الحالية إلى غواصات قتالية مسلّحة نوويّاً. وسارعت كوريا الجنوبية إلى إدانة عملية إطلاق الغواصة، إذ اعتبر نائب الناطق باسم وزارة التوحيد في سيول كيم إن إي، أنّ على بيونغ يانغ «أن تفهم أن برامجها للأسلحة وتهديداتها لا تؤدي سوى إلى تعريض أمنها للخطر في مواجهة الردّ الساحق من الموقف المشترك المعزّز لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان».


MISS 3