جنبلاط: هل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكشتاين وهل يمكن تسهيل إنتخاب الرئيس يا سيّد عبد اللهيان؟

الراعي: لمصارحة ومصالحة بين الأحزاب والجماعات

02 : 00

الراعي وأبي المنى (فضل عيتاني)

في إطار زيارة تثبيت المصالحة التي تمّت بين البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير والنائب السابق وليد جنبلاط منذ 22 سنة، جال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس في الجبل بدعوة من شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز سامي أبي المنى. وقد بدأت زيارته من دارة الأخير في شانيه، مشدّداً من هناك على «واجب بناء الوحدة الداخلية في لبنان الغني بالقيم الثمينة، ونحن من حيث لا ندري نسقط هذه القيم لتموت». وقال: «نحن دولة الانفتاح وهذا ما يسمّى بالحياد الإيجابي الذي هو من صميم وهوية وطبيعة لبنان، ومن دونه لبنان يفقد دوره ورسالته التي ذكرها القديس البابا يوحنا بولس الثاني».

ورافق الراعي في زيارته إلى شانيه، رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر وراعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار، ولفيف من الكهنة، والتقى الشيخ أبي المنى في حضور النواب: أكرم شهيب، راجي السعد، هادي أبو الحسن، وفيصل الصايغ، ومشايخ الطائفة وفاعليات.

وأكد أبي المنى «أهمّية زيارة البطريرك الراعي التاريخية»، واصفاً إيّاها بـ»المعبّرة عن حقيقة الجبل الموحّد الذي نعمل معاً على تكريسه كنموذج صالح لكل لبنان». وقال: «مسيرتكم يا صاحب الغبطة سنحوّلها من كلمة طيبة إلى عمل وحركة استثمارية اقتصادية وبناء يرسّخ وجودنا في هذا الجبل».

بدوره، رحّب الشيخ كمال أبي المنى بالراعي والوفد المرافق، مقدّراً مواقف البطريرك «الوطنية التي هي موضع تقدير واحترام وأنتم لا تزالون تدقون ناقوس الخطر وهمّكم الكبير هو لبنان الوطن والرسالة والوحدة في التنوّع».

ووصف العميد رياض شيا الزيارة إلى «البيت المعروفي بكونها شهادة على علاقة تأسّست منذ مئات السنين، وهي زيارة مباركة ببعدها الديني والروحي، ودعوة إلى القادة والمسؤولين للاقتداء بكما صاحب الغبطة وشيخ العقل للنهوض بواجباتهم لخلاص الوطن». وأضاف: «دعوتكم يا صاحب الغبطة إلى حياد لبنان الإيجابي أصبحت حاجة ماسة بعد التفلّت الذي نشهده فكلّنا معكم في إبعاد لبنان عن حرائق المنطقة، فهل يتّعظ هؤلاء قبل أن يعمّ الخراب».

الباروك

وتوقّف موكب الراعي في الباروك، محطته الثانية، وبارك أهالي البلدة الذين استقبلوه وأبي المنى والوفد المرافق باللافتات الترحيبية. واعتبر رئيس بلدية الباروك الفريديس ايلي نخلة أنّ «غبطة البطريرك وشيخ العقل هما مدرسة في العيش الواحد نتعلم منهما ونعلّم أبناءنا ليزرعوا في النفوس المحبة وبناء جبل ناصع على الرغم من الظلم الذي تعيشه بلادنا».

وردّ الراعي شاكراً ومشدّداً على أنّه «لا يكفي أن نقول كلّنا للوطن لأنه للأسف لسنا كلنا للوطن ولا يكفي أن نقول إنّ لبنان وطن نهائي ونجد أنّ الولاء منتقص ولا يمكننا أن نعيش الكذبة بين ما نقول وما نفعل». وجدّد الإيمان «بأن لبنان وطن حقيقي ونهائي لجميع أبنائه وكل الولاء له من دون سواه». وقال: «المؤسف أنّ كل البلدان يتلى فيها النشيد الوطني كاملاً إلا لبنان نكتفي بالمقطع الأول. من هنا من أمام نصب رشيد نخلة فلنعلن التزامنا قول نشيدنا الوطني كاملاً لأنه حلقة متكاملة لا يمكن قطعها لما تحمله من التزام وطني يليق بنا كلبنانيين».

المختارة

المحطة الثالثة في جولة الراعي كانت في مكتبة بعقلين الوطنية، حيث عدّد الراعي «ثمار» مصالحة الجبل.

وانتقل الراعي وأبي المنى إلى قصر المختارة حيث استقبلهما النائب السابق وليد جنبلاط الذي أقام غداء تكريمياً مؤكّداً أنّ المصالحة في الجبل «تكرّست على الرغم من بعض أصوات النشاز التي تعمل على نبش القبور». وقدّر للراعي «عالياً كل الجهود المحلية والعربية التي تقومون بها لحل معضلة الرئاسة»، وحيّا تأييده دعوة الحوار.

وأضاف: «في أدبياتنا، كلّ الشهداء هم شهداء الوطن دون تمييز من أي جهة كانت، وفي ما نسمعه من نظريات ليس هناك أغبى أو أسخف لكن أخطر ممّن ينادون بالفراغ، ولا يسهّلون موضوع الانتخابات الرئاسية». وتابع: «في نسخة أخرى من النظريات حول ما يسمّى مواصفات الرئيس، وكأنَّ المطلوب أن يتعلّم المجلس النيابي دروساً في النحت أو الخياطة، فعندما تريد الدول حلّ الأمور تحلّها، وتذكّروا مجلس الإدارة أيام المتصرفية، وتذكّروا الاستقلال كما سنة 1985، والطائف وغيرها من المحطات، فكفى وضع عراقيل لتغييب الانتخابات».

ولفتَ في السياق نفسه إلى أنَّه «يأتينا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالتزامن مع زيارة رجل «الترسيم» آموس هوكشتاين والرجلان كلاهما صرّحا بتأييدهما إنجاز الانتخابات الرئاسية، ممتاز، كيف؟ فهل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيّد هوكشتاين وهل يمكن تسهيل الانتخابات يا سيّد عبد اللهيان؟ وتحديد الصندوق السيادي الجديد مع الدول المعنية والقادة المحليين، سؤال مجدّداً من مراقب بعيد».

أمّا الراعي فقال «هذا اليوم تاريخيّ»، وأضاف: «أتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين، ولا مصالحة من دون مصارحة». وأكد أنّه «لا يمكن أن يستمرّ لبنان في هذه الحالة وقد أصبح غريباً عن ذاته».



بيت الدين

بعد ذلك، احتفل الراعي بقداس سيدة الخلاص من باحة مطرانية بيت الدين. وألقى كلمة عدّد فيها محطات زيارته مؤكّداً أنه «كان يوماً وطنياً وروحياً وتاريخياً بامتياز وجميل أن نختتم هذا اليوم بعيد أمّنا مريم العذراء سيدة الخلاص»، وجدّد الإيمان بمصالحة الجبل آملاً في أن تشمل كل السياسيين، وأكد أنّ لبنان «لا يستطيع أن يكمل طريقه من دون مصالحة ومصارحة، ونصلي لكي تتواصل المصارحة - المصالحة على المستوى السياسي والأحزاب والجماعات المسؤولة لكي يسلم الوطن».





الراعي في المكتبة الوطنية في بعقلين أمس (فضل عيتاني)


MISS 3