بشارة شربل

ليس بالنيّات...

25 تموز 2019

07 : 33

الرئيس عون أمام فود من طلاب الجامعات أمس (دالاتي نهرا)

قال فخامة الرئيس أمس أمام وفد من طلاب الجامعات كلاماً لا يسع سامعه إلا التأييد. فهو بث الأمل في نفوس شابات وشبان شكوا قلة فرص العمل، وتراكم أزمات يهدد مستقبلهم بل يضعه في مهب الريح.



والواقع ان الشباب لا يريدون رفع معنويات ووعوداً بالاستقرار والازدهار مهما صفت النيات، فهم يتطلعون الى وقائع جديدة تعدّل ما هم فيه من معاناة، وأفعال تبرهن ان العمل بدأ فعلاً لمنع الإنهيار والنهوض بلبنان. وهنا نقول للرئيس انك اجتهدت ولم تصب. فلا الشغل ماشي ولا نية للشغل. وفشل الحكومة في الإنعقاد منذ ثلاثة اسابيع أكبر برهان.



لا نريد ان نصعّب عليك المسائل فندخل معك في دهاليز السياسة المالية والنقدية والهندسات ولا في العجوزات أو حساب سلة الإستهلاك، مثلما لا أحد يبغي التذكير بمعابر التهريب واستراتيجية الدفاع منعاً للحساسيات. فالأزمات المباشرة التي تثقل على صدر اللبنانيين اسهل من ذلك بكثير. وهي اذا استعصى فهمها بالاستقراء أو الاستدلال، فيمكن التأكد منها بالحواس. فبعبدا على مرمى حجر من المطار، أو على بعد كيلومتر واحد "خط نار".

فلا حاجة لا لتقرير خبير اجنبي ولا لزيارة تفقدية ولا لدوريات. انها رائحة الكوستابرافا ومزارع الشويفات التي قال وزير البيئة البرتقالي انها لم تعد تطاق. ووصفه مضحك في هذا الاطار اذ ان واجباته وواجبات فريقك الأكثري في الحكومة والوزارة ان يحلها ليس من اليوم بل منذ تربع على عرش السلطة وصار رقماً صعباً يعطل انتخابات وتشكيل وزارات. هذا وزيرك يشكو كالأطفال. ألم تشعروا في بعبدا ان الرائحة وصلت الى المطبخ وقاعات الاستقبال؟

استدْعه يا فخامة الرئيس واسأله، ثم اصفعه اذا لم يكن لديه حل وجواب.

الكهرباء حسّية ايضاً، بعد النفايات. واضح ان التيار لا ينقطع في القصر، لكن انظر من الشرفة الى الجوار وشاهد العتمة، واصغ جيداً لأن السكينة الليلية قد توصل الى سمعك هدير الموتورات. وهنا لماذا لا تتصل بالوزيرة الحسناء لتخبرها انك وعدت الشباب بتسهيل الحياة وان ما قامت به بالتراضي أو بالتغاضي هو من أولويات "معلمها" وليس من اولويات الناس. استدعِها، لكن ممنوع تعنيف النساء.

وأخيراً، وعدت الشباب بأن تسلّم خلفك بلداً أفضل مما هو عليه الآن. ليتك لم تتسرّع. ففخامتك تعلم ان وعد الحرّ دين، لكن المكتوب يُقرأ من عنوانه... والجميع يعرف مَن هو العنوان.