رمال جوني -

مهرجان "طيارة ورق": فرح في زمن البؤس

14 أيلول 2023

02 : 01

من مهرجان «طيارة ورق»

«طيري يا طيارة طيري» أغنية رافقت الأطفال في رحلة اللعب بالطيارة، أكثر من 800 شخص شاركوا في نشاط «طيارة ورق» والعودة إلى «زمن الولدنة».

غابت التكنولوجيا والحداثة ومعها الهواتف، وحلّقت فقط طيارات ورقية غزت الجو. كانت أقرب إلى حلم الطفولة المنسية، في ساحة واسعة من بلدة الزرارية الجنوبية، اجتمع الكبار والصغار، اشتاق الكلّ الى الطفولة، ورغبة الأهالي في ثني أطفالهم لو لساعات عن الهواتف، التي حالت دون ممارسة ألعابهم في الطبيعة.

نجحت «مؤسسة أسعد وسعدي فخري الثقافية»، في نشاطها الذي تقيمه للسنة السادسة على التوالي، استطاعت أن تحشد أكبر تجمّع لتطيير الطيارات الورقية. كان الكلّ يتسابق لتسلّم طائرته وتركيبها، الكبار قبل الصغار، كل واحد اختار وجهته نحو السماء، وحدها الابتسامة كانت الجامع الأكبر، كان التفكير منصبّاً على هذه القطعة الصغيرة التي حملت الكلّ نحو السعادة.

مرّ زمن طويل لم يلعب الأهالي مع أولادهم، سرقت التكنولوجيا هذه العادة، فالأهل غالباً ينشغلون بالنرجيلة والأطفال بالهواتف، لا توجد مساحة للحوار حتى، عكس ما حصل في الزرارية، حيث ساد الحوار والتخاطب، وسيطرت الضحكات، ربما باغتت الطيارات موجة الخوف من تشظي الروابط الأسرية. يقول «يوسف» إنّ «هذه الأجواء نحتاج إليها بشكل مستمرّ وليس لمرة واحدة في السنة».

ستؤرشف اللحظة في ذاكرة الكل، الوقت يمرّ بسرعة، ساعات الفرح تمرّ بسرعة، وتقول «سهاد» الشابة التي قرّرت أن تلعب بالطائرة، «عدنا عشرات السنين إلى الوراء، نسينا حتى التفكير في الهاتف». ويرى «قيس»، ابن الـ10 أعوام أنّ: «الهاتف يؤذي العين، أما الطيارة فلا، قرّرت أن ألعب بها وأتخلى عن الخليوي».

نعم، نجح مشروع «طيارة ورق» في تحقيق أهدافه، العودة إلى الفرح على ما تقول منال بلاغي، إحدى المنسّقات، مؤكدة أن 800 شخص تقريباً عاشوا لحظات «الولدنة»، الكل نسي الهموم والمشاكل، «عدنا جميعنا إلى الطبيعة، والهواء الطلق، وابتعدنا عن كل الأوجاع التي نعيشها. الختيار، الشاب، الصبية، الطفل، الأهل، الكل شارك في تطيير الطيارة واللهو بها، وكأنّ الزمن توقّف للحظات عند الطيارة الورقية».


MISS 3