المطران ابراهيم زار ازهر البقاع والتقى مفتيي زحلة والهرمل: تشديد على أهمية الحوار

13 : 26

زار رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم أزهر البقاع حيث كان في استقباله مفتي زحلة والبقاع الأوسط الشيخ علي الغزاوي، في حضور مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، الأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري.


والقى المفتي الغزاوي كلمة رحّب فيها بالمطران ابراهيم وقال: "لنا التواصل الدائم معكم وهذه المجالسات انما تكون من باب إطلالة بعضنا على بعض ومن باب ان يرانا المجتمع مجتمعين حتى يجتمع المجتمع من حولنا من خلال وجودنا معاً. واليوم نحن سعداء بهذا اللقاء الذي ضم هذه الوجوه الكريمة من البقاع ومن غيره من المحافظات، وعندما يجتمع رجالٌ يجعلون الدين حاضنةً للمجتمعات، وعندما يجتمع اهل السياسة واهل الإدارة وأهل الحكم مع بعضهم عند ذلك لا شك بأن هذه اللقاءات وهذه الدردشات وهذه الكلمات التي نتناقلها ونتبادلها معاً لنصنع من خلالها حالةً واحدة ان الإنتظام العام اللبناني هو جزء من حياتنا ولا وجود للجزء بدون الكل ولا كلّ بدون الجزء فيبقى المجتمع واحداً ويبقى الوطن واحداً يجمعنا ونجتمع دائماً على الخير وعلى البر والتقوى، واهلاً بكم جميعاً".


وشكر المطران ابراهيم المفتي الغزاوي على "حفاوة الإستقبال" وتطرق الى الوضع في لبنان قائلاً: "نعيش اليوم أمام تحدٍّ كبير. اليوم القلب سيتكلم واللسان ينقل ما في القلب وما في الفكر وما في الروح، لأن ما في القلب هو الذي يهمنا، ومن فيض ما في القلب يتكلم اللسان. ولساني اليوم يود ان يقول وينقل ما في احاسيسي من هموم على لبنان وحول لبنان، وعن هذا الوطن العظيم الذي يبدو على حافة الهاوية، مع الأسف، لكن لا نفقد الأمل لأنه لا يزال هناك مجال ان نغيّر هذا الوضع ونقود سفينة البلد بإتجاه صحيح الى ميناء آمن لأن الوضع لا يمكن ان يستمر على حاله. التدهور سريع ويصيبنا جميعاً. ليس هناك من فئة أو شريحة قوية في لبنان. الإنهيار يطال الجميع. فإذا كنا في سفينة أصابها خلل فهي تغرق بمن فيها وليس بقسم ممن فيها، نحن في خندق واحد، في سفينة واحدة، في حالٍ واحدٍ وفي وضعٍ واحدٍ".


وأضاف: "ما يحكم الأوضاع في لبنان اليوم، على ما يبدو لي بعد ما يقارب السنتين في زحلة بعد غياب خمسة وثلاثين عاماً عن لبنان، يبدو لي ان آخر ارادة تقرر مصير لبنان هي الإرادة اللبنانية. وهذا الشيء يجب ان يتحول وان يتغير. علينا ان نعود الى ذواتنا ونتحمل مسؤولياتنا التي تلزمنا باللقاء والتعاون والتضامن والتكافل والتفكير معاً من أجل إنقاذ ما تبقى من هيكلية الدولة، من هيكلية لبنان الذي خُلق على غرار كافة البلاد لكن مع تميّز وفرادة. لبنان هو وطن الفسيفساء الجامع الذي ينقل الصورة. لا يجوز ان تنقص منه قطعة واحدة لأن كل قطعة في هذه الفسيفساء تكمّل المشهد الجميل المتناسق، كلنا نحتاج بعضنا البعض، نحتاج ان نقف الى جانب من لا صوت لهم ولا قوة لهم ولا حول لهم، لأنهم متروكون ومهمشون، ووضع لبنان تخطى كل معقول، اصبحنا نضحك على ذواتنا وعلى اوضاعنا ولا نعرف من اين نبدأ في اصلاح اوضاعنا".


وتابع: "أنا أدعو أن نكون على السكة الصحيحة في الإتجاه الصحيح نحو تعافي الوطن ونحو التغيير المشتهى الذي يريده كل لبناني وكل انسان محب لهذا الوطن ولتاريخه وتقاليده وحضارته وتميزه وفرادته. آمل ان تستمر هذه اللقاءات العفوية النابعة من المحبة والغيرة على بعضنا البعض، على مصلحة هذه المنطقة، البقاع، على مصلحة مدننا وبلداتنا البقاعية الجميلة بما فيها مجدل عنجر، خاصة واننا فيها اليوم، بما فيها زحلة وبعلبك ومشغرة وكل هذه المدن والقرى التي تحتل اليوم بالكرامة ما تبقى من حضارة ورثناها، حيث كان البقاع مخزن الإمبراطورية الرومانية، وكان محط انظار جميع الذين يريدون ان يفهموا معنى الخصب، معنى الشمس والنور، كل ذلك مقدّم لنا مجاناً، مجانا أُعطيناهم ومجاناً علينا ان نعطيهم الى الآخرين".


وكانت كلمة لمفتي بعلبك الهرمل قال فيها: "الكلام في الحوار الإسلامي المسيحي تم واكتمل بما تقدم من صاحب السماحة وصاحب السيادة، لكن في الشأن اللبناني لا بد من بعض المفردات التي يجب الحديث عنها. القلب عادة هو ناحية الشمال لكن اليوم قلبنا جميعاً ناحية الجنوب وما يدور ويحدث في مخيم عين الحلوة: هل المقصود ان مخيم الشتات يتحول الى مخيم يشبه نهر البارد وما جرى فيه؟ ولماذا يجني اهلنا واخوتنا في المخيم على المخيم وعلى المدينة في ما يفعلون؟".


وشدد على أن "الحوار ضرورة ويجب ان ينطلق الحوار في لبنان. والسؤال الدائم هو: هل نحن بحاجة الى وصاية من الخارج تأتي لتقنعنا بالحوار مع بعضنا البعض؟".


 

MISS 3