تحذير أممي من "أزمة مدمّرة" في درنة

02 : 00

حذّرت وكالات أممية من أن مدينة درنة الليبية المنكوبة جرّاء فيضانات خلّفت آلاف القتلى، تواجه خطر تفشي الأمراض التي قد تؤدّي إلى «أزمة ثانية مدمّرة»، مؤكدةً أنّها تعمل على تفادي انتشار الأمراض في المدينة حيث يبحث المسعفون عن آلاف المفقودين الذين يُعتقد أنهم قضوا في الكارثة. وفيما توقّعت الوكالات الأممية ومسؤولون ليبيون ارتفاع حصيلة القتلى، أنشأ الهلال الأحمر الليبي منصّة لتسجيل المفقودين، داعياً السكان إلى تقديم معلومات عمَّن فُقد أثرهم.

وفي السياق، أكدت البعثة الأممية للدعم في ليبيا أن «فرقاً من 9 وكالات أممية انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية في درنة ومدن أخرى لتقديم المساعدات والدعم للمتضرّرين»، مشيرةً إلى أن المسؤولين الليبيين ووكالات الإغاثة ومنظمة الصحة العالمية «يساورهم القلق من خطر تفشّي الأمراض، خصوصاً بسبب المياه الملوّثة وغياب مستلزمات النظافة الصحية»، في وقت وجّه المركز الليبي لمكافحة الأمراض رسالة إلى السكان قال فيها: «حرصاً على سلامتكم، يُمنع استخدام أو شرب المياه من الشبكة المحلّية، لأنّها ملوّثة بمياه الفيضانات».

وفي ميناء درنة، كان فريقا الإغاثة الليبي والإماراتي يُنسّقان أمس جهودهما من أجل انتشال جثث من البحر، وفق وكالة «فرانس برس»، إذ لفت قائد الفريق الإماراتي أن المهمّة تكمن في الغطس والبحث عن أي أجسام بشرية أو غير بشرية تحت المياه وربطها بحبال من بعيد للتمكّن من سحبها دون لمسها. وفي الوقت نفسه، تعمل فرق غطس تركية وروسية على محاولة العثور على جثث في أماكن مختلفة من الميناء، حيث صبّت السيول الجارفة مع كلّ ما حملته في طريقها.

وبينما يُمثّل تنظيم الإغاثة تحدّياً بسبب الفوضى السياسية السائدة منذ سقوط نظام معمر القذافي، يبدو في مواجهة هول الكارثة أن حكومتا البلاد قد وضعتا خلافاتهما جانباً، إذ أعلنت حكومة الغرب أمس مباشرة العمل لبناء «جسر موَقّت» فوق الوادي الذي يعبر درنة، بعدما انقطعت الطرق بين ضفّتَي المدينة منذ أن جرفت الأمواج الجسور التي كانت تربطهما.

أمّا في إطار المساعدات الدولية، فأعلنت فرنسا التي نشرت مستشفى ميدانيّاً وأرسلت عمال إنقاذ إلى درنة، أنها ستُخصّص «4 ملايين يورو للأمم المتحدة للمساعدات الطارئة وإعادة الإعمار في ليبيا»، في حين أكد الاتحاد الأوروبي من جهته صرف 5.2 ملايين يورو للمساعدات الإنسانية في ليبيا. وذكرت وسائل إعلام مصرية رسمية أن حاملة طائرات هليكوبتر مصرية ستكون بمثابة مستشفى ميداني وصلت الأحد إلى شرق ليبيا وعلى متنها فرق إغاثة وإنقاذ.


MISS 3