جورج الهاني

نريدُ "درجالاً" لبنانياً...

11 أيار 2020

10 : 00

قد يكون أكثر ما لفتني في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة التي أبصرت النور الأسبوع الماضي برئاسة مصطفى الكاظمي، هو منصبُ وزير الشباب والرياضة الذي عُهدَ الى "الكابتن" عدنان درجال أحد أهمّ رموز كرة القدم في بلاد ما بين النهرَين، إذ إنه اللاعب الأسطورة صاحب الأرقام القياسية من حيث المشاركات مع الفرق التي دافعَ عن ألوانها، أو في صفوف المنتخب العراقي، كما انّ في رصيده عدداً كبيراً من الألقاب الفردية والجماعية محلياً وعربياً وآسيوياً، وبعد اعتزاله واصلَ نضاله الرياضي من خلال استلامه مهام تدريب منتخب بلاده العام 92 في أصعب وأدقّ مرحلة عاشها العراق بعد غزوه جارته الكويت.

يتطلعُ الوسط الرياضي العراقي بكثير من التفاؤل والأمل لوصول درجال الى أعلى الهرم الرياضي، وينتظر منه القيام بنهضة – بل ثورة إصلاحية – في هذا الوسط الذي يعرفه درجال جيداً، ويدرك تماماً حجم معاناة الإتحادات والأندية واللاعبين على السواء.

هذا في العراق، أمّا في لبنان فلا يبدو أنّنا سنشهد وزيراً للشباب والرياضة من "أهل البيت" في المدى المنظور، فمنذ إستحداث هذا المنصب الوزاريّ في حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2000 عندما تولّى سيبوه هوفنانيان هذه الحقيبة وحتى اليوم، وهو يُعتبرُ ثانوياً وبمثابة جائزة ترضية للقوى السياسية الرئيسيّة التي يوكل إليها تشكيل الحكومات. تسعة وزراء للشباب والرياضة خلال عقدَين من الزمن، من هوفنانيان الى فارتينيه أوهانيان، ولم نرَ للأسف رياضياً أو رياضيّة في هذا المنصب، على رغم أنّ في كلّ المشاورات التي سبقت تشكيل الحكومات كانت تطفو على السطح أسماء إداريين رياضيين بارزين من أصحاب الكفاءة والخبرة أو أبطال مجلّين جديرين بلقب المعالي، إلا أنه سرعان ما كانت تختفي هذه الأسماء وتُحرقُ كلياً خلال عملية توزيع الحصص والمقاعد.

لن تنهضَ رياضة في لبنان ما لم يكن المؤتمن الأول عليها فرداً ناشطاً من أسرتها، عاش حلو أيّامها ومُرّها، واكبَ إنتصاراتها وخيباتها، جال في ملاعبها وصروحاتها، وصفّق لأبطالها وهتفَ لهم وناداهم بأسمائهم.

ذات مرّة، زار رئيس إتحاد لعبة قتالية على رأس وفد وزير الشباب والرياضة الجديد لتهنئته بمنصبه، فاستقبلهم الأخير عند باب مكتبه في الوزارة قائلاً: "أهلاً وسهلاً بإتحاد ألعاب القوى"!!!