عماد موسى

طاولة الحوار هذا الإثنين

22 أيلول 2023

02 : 00

ليس الرئيس نبيه بري من باعة الأوهام. فبحكم موقعه واتصالاته وتعاطيه اليومي مع ممثلي القوى العظمى، ومنها الشيطان الأصغر، ومع الدول العربية المؤثرة على الساح اللبنانية، كما أن ذوبانه وجداً وانبهاره المطلق بالمرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية... إمتلك خيوط اللعبة السياسية وأدارها بدهاء وحكمة وصبر.

وبديهي أن عندما يعلن «الإستيذ» عن أمر ما، فإعلانه إنما يدخل في خانة الحتميات غير القابلة للطعن بصدقيتها. قبل ستة أيام قالها بصراحة إن طاولة الحوار صارت جاهزة وهي بالفعل كذلك. هذا الإثنين ترونها بأم العين. ففي معلومات متقاطعة توافرت لنا أن الطاولة موجودة في «منشرة» معروفة بالمدينة الصناعية (سد البوشرية) وأرجل الطاولة أرسلها معلم أفتيموس للدهان في البسطا التحتا، وهي مصنوعة من الخشب الروسي، ووعدوه بتسلّمها في خلال 48 ساعة. يتابع الإستيذ «دقائق» طاولة الحوار. طلب دهان ورنيش جوزي ( كامليكا) وأروه مساطر. ورسم بنفسه شكل الطاولة التي يمكن توسعتها لتضم 30 متحاوراً و15 صحن بزورات كما يمكن زمّها لتضم علي حسن لودريان، محمد رعد، طوني فرنجيه هاغوب بقرادونيان فيصل كرامي، أما الكراسي فشاء الرئيس بري ان تكون وثيرة ويمكن تحويلها إلى أسرّة، بطريقة تسمح لأي من المتحاورين أن «يتشلقح» ويأخذ غطة، ثم يعود لمناقشة بند مواصفات سليمان فرنجية. نائماً كان أو مستيقظاً بكل حواسه، «ما بيروح» عليه شي من زبدة الحوار.

حسَبَ «الإستيذ» كل شيء بخصوص طاولة الحوار، حساب الصغيرة والكبيرة، أما المتخلّفون فـ «حسابهم بعدين»، وعملاً بسياسة التوجه شرقاً أوصت دوائر مجلس النواب على» set» كامل من الصحون وأكواب العصائر والمياه الغازية والشوَك والملاعق والسكاكين و»جوط» الفواكه والمغربية. وبحسب مصادر «عين التينة» فإن «الطلبية « تصل إلى مجلس النواب بعد ظهر اليوم عن طريق «علي إكسبرس»، ومع ارفضاض طاولة الحوار تعود هذه الأغراض إلى مطبخ عين التينة المركزي.

طاولة الحوار صارت جاهزة، بشراشفها الشامية المشغولة يدوياً، بطقم الـ sous – plat، بالشماعد ( جمع شمعدان)، بالمزهريات الصينية، بالمحارم المطرزة بعبارة «مع تحيات دولة الرئيس وألف صحتين» بكل أكسسواراتها المضاف إليها 30 قرعة متّة تقدمة من وليد بك جنبلاط عن راحة نفس الحوار.

القرطاسية على الطاولة غير ضرورية. لأن الحكي «أوفر» من الحبر. هو حوار في الهواء. الإثنين لناظره قريب. قولوا الله.

في الواقع، والحكي بيناتنا، يبيع الرئيس بري اللبنانيين منذ سنة الوعود الكافورية والأوهام، ناصباً الأفخاخ للمعارضة. يفعل ما يفعله وعلي حسن لودريان يطبطب له.


MISS 3