سوريا والصّين تُصدران بياناً مشتركاً بإقامة علاقات شراكة إستراتيجيّة بين البلدَين

18 : 10

بعد لقاء القمة بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الصيني شي جين بينغ، في مدينة خانجو الصينية، صدر البيان التالي حول إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية بين البلدَين.


نص البيان:

تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ لحضور الرئيس السوري بشار الأسد مراسم افتتاح الدورة الـ19 للألعاب الآسيوية في الصين خلال الفترة ما بين 22 و25 أيلول 2023، أجرى رئيسا البلدَين مباحثات في جوّ من الصداقة والمودة، وتبادلا وجهات النظر حول العلاقات الثنائية بين الصين وسوريا، والقضايا الدولية والإقليميّة ذات الاهتمام المشترك، وتوصّلا إلى توافُقاتٍ واسعة النطاق.


وأعرب رئيسا البلدين عن تقديرهما العالي للصداقة التاريخية القائمة بين الصين وسوريا، واتفقا على أنَّ الصين وسوريا تربطهما علاقة تقوم على الأمانة والوفاء وتصمد في وقت الضيق، ووافقا على إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية بين الصين وسوريا للدّفع بالتعاون الوديّ في كلّ المجالات على نحو شامل، بما يخدمُ شعبَي البلدَين بشكل أفضل.


أولاً: سيواصل الجانبان تبادل الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر، ويلتزم الجانب السوري بثبات بمبدأ الصين الواحدة، ويعترف بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تُمثّل الصين بأكملها، وأنّ تايوان جزءٌ لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وهو يدعم جهود الصين للحفاظ على سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، ويرفض رفضاً قاطعاً قيام أي قوى بالتدخل في الشؤون الداخلية الصينية، ويدعم كلّ الجهود المبذولة من قبل الحكومة الصينية من أجل تحقيق إعادة توحيد البلاد، ويدعم بثبات، الموقف الصيني من المسائل المتعلقة بهونغ كونغ، والجهود الصينيّة للحفاظ على الأمن القومي في إطار دولة واحدة ونظامَين، ويؤمن بثبات بأنّ شؤون هونغ كونغ هي من الشؤون الداخلية البحتة للصين، ويدين بشدة التصرفات غير الشرعية التي قامت بها القوى الخارجية للتدخل في شؤون هونغ كونغ والشؤون الداخلية الصينية، كما ويدعم بثبات الموقف الصيني من المسائل المتعلقة بشينجيانغ، ويؤكد مجدداً على أنّ المسائل المتعلقة بشينجيانغ ليست مسألة حقوق الإنسان على الإطلاق، بل هي مسألة متعلقة بمكافحة الإرهاب العنيف ونزع التطرّف ومكافحة الانفصال، كما ويدعم الجانب السوري بثبات الجهود الصينية لمكافحة الإرهاب ونزع التطرف، ويرفض رفضاً قاطعاً التدخل في الشؤون الداخلية الصينية تحت ذريعة المسائل المتعلّقة بشينجيانغ.


ويدعم الجانب الصيني بثبات الجهود السورية للحفاظ على استقلال البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها، ويدعم الشعب السوريّ لسلك الطريق التنموي الذي يتماشى مع الظروف الوطنيّة، ويدعم السياسات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية في سبيل الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وتنميتها، ويرفض قيام القوى الخارجيّة بالتدخّل في الشؤون الداخلية لسوريا والمساس بأمنها واستقرارها، ويرفض الوجود العسكري غير الشرعي في سوريا أو إجراء العمليات العسكرية غير الشرعية فيها، أو نهب ثرواتها الطبيعية بطرق غير شرعيّة، ويحثّ الدول المعنيّة على الرفع الفوري لكلّ العقوبات أحادية الجانب وغير الشرعيّة على سوريا.


ثانياً: يقيم الجانب السوري تقييماً عالياً ويدعم بموقف إيجابيّ ما طرحُه رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ من مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، وسيجري الجانبان التعاون الفاعل لتنفيذ المبادرات المذكورة أعلاه على نحو جيد، والعمل يداً بيد على بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، وبذل جهود مشتركة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشريّة.


ثالثاً: يحرص الجانبان على تعميق التواصل والتعاون بين البلدَين على الصعد الحزبيّة والبرلمانيّة والمحليّة، وتعزيز تبادل الخبرات حول الحوكمة والإدارة، وسيعزز الجانبان التعاون الوديّ في مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والثقافة والشباب والإعلام وغيرها.


وسيواصل الجانب الصينيّ تقديم ما بوسعه من المساعدات لسوريا، ويدعم الجهود السوريّة لإعادة الإعمار والانتعاش في التنمية.


ويشكر الجانب السوري الجانب الصيني على ما قدّمه من الدعم السياسي والمساعدات السخيّة، وعلى وقوف الجانب الصيني إلى الحق في مجلس الأمن الدولي لصالح سوريا.


يتفق الجانبان على مواصلة تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن، وتضافر جهود مكافحة الإرهاب.


رابعاً: يدعم ويرحب الجانب الصيني بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ويدعمها أيضاً في تحسين علاقاتها مع سائر الدول العربية، كما ويدعم الدول العربية في المنطقة، بما فيها سوريا في تقوية الذات عبر التضامن، ويعرب الجانب السوري عن التقدير العالي للجهود الدّيبلوماسيّة الصينية التي أثمرت عن استئناف العلاقات الديبلوماسيّة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، ويشكر الجانب الصيني على مساهمته الإيجابية في إيجاد حلول للقضايا الساخنة والحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.


خامساً: يقيم الجانبان تقييماً عالياً للدور المهم لآلية منتدى التعاون الصيني العربي في تعزيز التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية، مؤكدَّين استعدادهما لإجراء التعاون النشط في سبيل تنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى، وتكريس روح الصداقة الصينية العربية والعمل يداً بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.


سادساً: يدعم الجانبان تكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والعدل والإنصاف والديمقراطية والحرية، ويحترمان حق شعوب العالم في اختيار الطرق التنموية والنظم الاجتماعية التي تتماشى مع ظروفها الوطنية، ويعارضان بشكل قاطع تسييس قضية حقوق الإنسان أو استخدامها كأداة، ويعارضان بشكل قاطع قيام أي دولة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت ذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان.


وسيعزز الجانبان التنسيق والتعاون في الشؤون الإقليمية والدولية، ويلتزمان بشكل مشترك بتعددية الأطراف الحقيقية، ويدافعان عن المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزاً لها والنظام الدولي القائم على القانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية المبنية على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويعارضان بشكل قاطع الهيمنة وسياسة القوة بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك فرض عقوبات أحادية الجانب وإجراءات تقييدية غير مشروعة على الدول الأخرى، ويدفعان بإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، ويعملان يداً بيد على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

MISS 3