كلية إصطناعية جديدة قد تغيّر مستقبل زراعة الكلى

02 : 00

في الوقت الراهن، تشمل علاجات الفشل الكلوي ربط المريض لساعات بآلة غسيل الكلى أو زراعة كلية من أحد المتبرعين، وهي حالات نادرة. لكن ظهر الآن خيار جديد قد يغيّر الوضع في المستقبل غير البعيد: زراعة كلية اصطناعية.



طوّر العلماء مفاعلاً حيوياً يستعمل خلايا من الكلية البشرية بعد زرعها في المختبر، وهو يقلّد جزءاً من أهم وظائف الكلية الطبيعية. حقق هذا الابتكار النجاح عند اختباره على الخنازير طوال أسبوع، ولم تظهر أي مشاكل أو آثار جانبية واضحة.

يأمل الباحثون من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، في تعديل جهازهم كي يشمل مجموعة أوسع من أنواع الخلايا الكلوية ويندمج مع أداة أخرى لتصفية المخلفات من الدم.

يقول المهندس الحيوي شوفو روي من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: «نحن نركّز على نسخ وظائف الكلية الأساسية بطريقة آمنة. قد تسمح الكلية الحيوية الاصطناعية بتحسين علاجات أمراض الكلى وراحة المريض وزيادة قدرته على تحمّلها».

لم تكن قدرة المفاعلات الحيوية على تنشيط مناعة الخنازير مثبتة سابقاً. استعمل العلماء هذه المرة أغشية السيليكون لحماية خلايا الكلية من الهجوم ومتابعة تشغيل الآلة بكل هدوء وفعالية، بما يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب. يحتوي الجهاز الذي يربط الأوعية الدموية بالأوردة مباشرةً على خلايا أنبوبية بشرية مزروعة. هي مسوؤلة عن التحكم بمستويات المياه والملح في الجسم، وتُستعمل كأداة تجريبية في هذه الدراسة. سبق وأثبتت هذه الخلايا أنها خيار واعد لمعالجة الفشل الكلوي لدى البشر.

لن يبدأ استعمال جهاز المفاعل الحيوي مع البشر قريباً، لكن تبدو المؤشرات الأولية واعدة. من المنتظر أن تحصل تجارب تمتد على أشهر في المرحلة المقبلة. وإذا حققت النجاح، يُفترض أن يبدأ استخدام الجهاز على بشر مصابين بالفشل الكلوي.

ينشغل العلماء أيضاً بالبحث عن خيارات أخرى، مثل زراعة أعضاء الحيوانات لدى البشر. بغض النظر عن المقاربة المنتقاة، يبقى الهدف واحداً: إنقاذ حياة المصابين بفشل كلوي.

في النهاية، يستنتج روي: «أردنا أن نثبت أن المفاعل الحيوي الناجح لا يتطلب استعمال أدوية مثبطة للمناعة، وقد حققنا هدفنا. لم نواجه أي مضاعفات ويمكننا أن نكرر التجربة الآن وننسخ مختلف وظائف الكلية البشرية».

نُشرت نتائج البحث في مجلة «ناتشر كوميونيكشنز».


MISS 3