الدور القطري ينتظر شيئاً ما... من طهران

"القوة الأمنية الفلسطينية" المشتركة خلال انتشارها في مخيّم عين الحلوة أمس (محمد دهشة)

على الرغم من ضجيج الثنائي الشيعي رئاسياً، يمضي الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني بكتمان في المبادرة التي انطلق بها بعد الاجتماع الأخير للجنة الخماسية في نيويورك الأسبوع الماضي. وبحسب معلومات ديبلوماسية قريبة من «الخماسية»، فإنّ التحرك القطري ما زال في مرحلة استطلاع المواقف، ويحمل لائحة بأسماء مرشحين للرئاسة الأولى، على رأسها اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون. لكن الموفد القطري، يحجم عن طرح الأسماء. وتشير المعلومات الى أنه إذا لم يتخلَ الثنائي الشيعي عن ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فمعنى ذلك «أنّ الحل الجدي لم يبدأ بعد البحث في احتمالات أخرى». وتؤكد أن التوصيف الفعلي للمبادرة القطرية هو أنّ الدوحة هي في موقع صلة وصل بين اللجنة الخماسية وايران. وقالت:» يبدو ان الدوحة تنتظر شيئاً ما من طهران».

ما هي الخلاصة مما سبق؟ أجابت المصادر الديبلوماسية بالآتي:

هناك ثلاثة تحديات أمام القطري، هي:

التحدي الأول - أن تصبح ايران جزءاً غير معلن من «الخماسية».

الثاني - أن ينتزع القطري من «الثنائي» تخلّيه عن مرشحه فرنجية.

الثالث - أن يصل القطري الى مرحلة طرح الاسم الذي سيرسو عليه السباق الرئاسي.

وبحسب قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ»حزب الله» فإن الموفد القطري «مدّد» إقامته في لبنان من أجل إجراء جولة جديدة من المشاورات.

من السياسة الى الأمن، شهد مخيم عين الحلوة أمس تطوراً هو الأول من نوعه منذ 55 يوماً بعد اندلاع الاشتباكات الدامية بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم»، وتمثل هذا التطور بانتشار «القوة الأمنية المشتركة» في بعض أرجاء المخيم.

وأكدت مصادر فلسطينية لـ «نداء الوطن»، أنّ الانتشار جاء كخطوة من خطوات مسار معالجة الاشتباكات، بعد وقف إطلاق النار وتعزيز القوة الأمنية بالعناصر من مختلف القوى الفلسطينية، وستستكمل الانتشار في المناطق الأكثر حساسية سواء في حطين أو الطوارئ بعد إخلاء مدارس وكالة «الأونروا» من المسلحين.

وعلى خط موازٍ، علمت «نداء الوطن» أنّ «القوى الإسلامية» لم توقف مساعيها في قضية تسليم المطلوبين الذين يتحصنون في منطقة الطوارئ، وهي تواصل جهودها بسرّية وكتمان شديدين، آملة في الوصول إلى نتائج في المدى القريب دون أن تحدّد مهلاً زمنية.

وتعتبر الأوساط الفلسطينية أن التحدي الكبير يبقى في إخلاء مدارس «الأونروا»، وسحب المسلحين من الشوارع وإزالة الدشم والمتاريس والسواتر، والأهم في كيفية التعامل مع قضية المطلوبين المشتبه بهم في جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي. ورأت الأوساط نفسها أنه إذا فشلت مساعي تسليم المطلوبين، يكون المخيم أمام «الخيارات المرّة».