وصول أول المهاجرين عن طريق البحر إلى لامبيدوسا منذ أكثر من أسبوع

13 : 08

وصلت مجموعة صغيرة من التونسيين عن طريق البحر اليوم الجمعة إلى لامبيدوسا، هي الأولى منذ أكثر من أسبوع بعدما حال سوء الأحوال الجوية دون عبور البحر الأبيض المتوسط إلى الجزيرة الإيطالية من ساحل شمال أفريقيا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية أنسا.



وتولى الصليب الأحمر رعاية سبعة عشر مهاجرين تونسيين تمّ إدخالهم إلى مركز الاستقبال الذي كان مكتظّاً في منتصف أيلول بعد وصول آلاف المهاجرين في غضون أيام قليلة.



ونُقل هؤلاء منذ ذلك الحين إلى صقلية، ليصبح مركز الاستقبال الذي يتسع لـ400 شخص فارغاً الآن.



ودفعت عمليات الإنزال الضخمة التي حصلت خلال ثلاثة أو أربعة أيام على هذه الجزيرة الصغيرة الواقعة على بعد 150 كيلومتراً من الساحل التونسي، حكومة جورجيا ميلوني اليمينية إلى المطالبة بتدخّل المفوضية الأوروبية وتضامن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.



وتوجّهت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين إلى لامبيدوسا مع ميلوني للإعلان عن خطة مساعدة طارئة لإيطاليا، بما في ذلك تسريع إجراءات فحص طلبات اللجوء.



وأعرب شركاء إيطاليا الأوروبيون، بما في ذلك فرنسا، عن رغبتهم في التواصل مع روما، من دون أن يوضحوا ما إذا كانوا على استعداد لاستقبال بعض هؤلاء المهاجرين.



وتحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وميلوني، خلال عدّة مناسبات كما التقيا وجهاً لوجه هذا الأسبوع في روما تعبيراً عن عودة الدفء إلى العلاقة بين الطرفين، بعدما شهدت توترات بشأن قضية الهجرة بعد وصول الزعيمة اليمينية المتطرّفة في تشرين الأول 2022 إلى السلطة في إيطاليا.



ومع ذلك، فإنّ الوحدة الأوروبية في هذا المجال ليست مضمونة على الإطلاق. ورغم أنّ ألمانيا أعطت الضوء الأخضر الخميس لجانب رئيسي من إصلاح نظام اللجوء لدى الدول الـ27، فإنّ إيطاليا، التي طالما دعت إلى تسريع المفاوضات، غيّرت موقفها وأصدرت تحفّظات، منزعجة ظاهريا من برلين.



وتتهم روما ألمانيا بتمويل السفن الإنسانية التي تعمل في البحر الأبيض المتوسط لإنقاذ المهاجرين. وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الإيطالية أنتونيو تاياني المتوجه إلى برلين عن "قلقه" اليوم.



وقال في مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا" إنّ سبع سفن إغاثة "يرفع بعضها العلم الألماني، تتجه نحو لامبيدوسا". وأضاف "يبدو الأمر غريباً حقاً بالنسبة لي، ومثيراً للقلق. ففي اليوم نفسه الذي يتم فيه طرح اقتراح على الطاولة (التسوية بشأن ميثاق اللجوء والهجرة)، يأتون بكلّ هذه السفن" حول لامبيدوسا.



من جهتها، دافعت نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، عن دور المنظمات غير الحكومية التي تساعد المهاجرين الذين يحاولون دخول أوروبا عبر إيطاليا.



وشدّدت على أنّ "إنقاذ الناس من الغرق في البحر هو التزام قانوني وأوروبي".



ويجتمع زعماء دول الاتحاد الأوروبي التسع في منطقة البحر الأبيض المتوسط في مالطا اليوم للاتفاق على مواقفهم، خصوصاً في ما يتعلق بالهجرة.

MISS 3