الأسد: الحرب في سوريا لم تنتهِ.. والوضع الاقتصاديّ سيّئ ومعاناة الشّعب تزداد

23 : 04

رأى رئيس النظام السوري بشار الأسد أنّ الحرب في بلاده لم تنتهِ ولا تزالُ سوريا في قلب الحرب حالياً، مُشدّداً على وجوب أن تكونَ هناك مشاريع مشتركة بين بلاده والصين ذات طابع اقتصاديّ.


وقال الأسد في حديثٍ مع تلفزيون الصّين المركزيّ (CCTV): "سوريا كموقعٍ جغرافيّ، عبر التّاريخ القديم، ومنذ أن كُتب التّاريخ، هي ممرّ للغزوات، وكلّما كان يأتي محتلّ، كان يدمّر المدن، فهذا هو تاريخ سوريا، ولكن كان دائماً يُعاد بناؤها. بكلّ تأكيد، إنّ الشّعب السّوريّ قادرٌ على إعادة بناء بلده عندما تتوقّف الحرب وعندما ينتهي الحصار".


أضاف: "لا بدّ من أن تكونَ هناك مشاريع مشتركة واحتكاك بين الخبرات الصّينيّة والخبرات السّوريّة في مشاريع ذات طابع اقتصاديّ صناعيّ، أوّلاً، لأنّ ظروف الصّين منذُ بضعة عقود كانت مشابهة لظروف الكثير من دول العالم الثّالث. ثانياً، لأنَّ المفاهيم الاجتماعيَّة والقيميَّة تلعبُ دوراً أساسيّاً في عمليّة التطوير، لا يُمكن أن نفصلَ التَّطوير التقنيّ عن الحالة الاجتماعيّة، لذلك نستطيع أن نستفيدَ من التجربة الصينيَّة بجوانبَ عديدةٍ، ربَّما لا نستطيع أن نستفيدَ بالطريقة نفسها من الكثير من الدّول الغربيّة، وحاولنا، وحاولت كثيرٌ من الدّول في منطقتنا أن تستفيدَ من التَّجارب الغربيَّة ولكنَّها فشلت، إنما بالعكس، ربّما أتت نتائج التّجارب بنتائج عكسيّة على تلك الدول".


ولفت الاسد إلى أن "الصين اليوم دولة عظمى تلعب دوراً مهماً جدّاً على مستوى العالم، ومع ذلك، فهي عندما تتحدَّث عن الشراكة تتحدث أيضاً عن مبدأ جديد، بعيد من الهيمنة. وهذا ما ينقصنا كدولٍ في مختلف دول العالم، ليس فقط في سوريا، وخصوصاً أنَّ الدول الأصغر تحتاج لهذه الشراكة وتحتاج لهذا الدور، والصّين تقومُ بهذا الدور لأنّها وقفت مع سوريا سياسياً من خلال دورها في مجلس الأمن وفي عدد من المحافل الدوليَّة، بالإضافة للمواقف السياسيَّة الواضحة والبعيدة عن المجاملات".


وأكَّد أنَّ "الوضع الحالي بكلّ تأكيدٍ غير جيّد، ولنكُن واضحين، الوضع سيّئ، لأنّ المشكلة الآن بالنسبة للسوريّين هي مشكلة معيشيّة بالنسبة إلى الوضع الاقتصادي. والمعاناة تزداد، وقدرة الشّعب السوريّ الّذي كان يعيشُ دائماً علاقات طبيعيّة مع مختلف دول العالم يستطيعُ أن يتبادلَ معهم التّجارة والثّقافة والعلم وكلّ شيء وهي ضروريّة".


ورأى أنّ "الجانب السياسيّ هو أساساً مُتطوّر، ولكن من الطبيعيّ أن يكونَ هناك حوار أوسع في هذه الظّروف التي يمرُّ بها العالم، يشمل الجانب الاقتصاديّ. وهذا موضوعٌ مهم. فسوريا الآن معرَّضة لحصار اقتصاديّ سيّئ وقاسٍ وخطيرٍ من الغرب يهدف إلى تجويع الشّعب السّوريّ، وهذا جانب مهمّ بالنسبة لنا، وكان أحد العناوين الواسعة التي توسعنا فيها مع المسؤولين الصينيين".


وأشار إلى أنَّ "الصين تقدّم مساعدات إنسانيَّة لسوريا وتلعبُ دوراً مهماً في تخفيف المعاناة. وعندما نعود إلى دمشق ستتم لقاءات واجتماعات من أجل وضع آلياتٍ لتحويل هذه العناوين إلى مشاريع عمل تطبيقية".

MISS 3