ممثّلاً بري في حفل تخرج طلاب الجامعة الإسلامية في الوردانية..

"سهلنا كلّ المبادرات".. حسن خليل: نريد الدولة العصريّة والمتطوّرة في وطن العيش الواحد

18 : 01

رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بمعاونه السياسي النائب علي حسن خليل، حفل التخرج السنوي لطلاب الجامعة الإسلامية، في المجمع الجامعي في بلدة الوردانية، في حضور مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله ممثلاً نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى رئيس مجلس أمناء الجامعة العلامة الشيخ علي الخطيب، ممثّل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز عماد الغصيني، وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، ممثل رئيس "حزب التوحيد العربي" بشار شعبان، ممثل قائد الجيش العميد الركن سامر عبد الغني، ممثل المدير العام للأمن العام العقيد علي قطيش، ممثل المدير العام لأمن الدولة المقدم رواد المهتار، عضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" عباس نصر الله، مسؤول إقليم جبل لبنان والشمال في الحركة سعيد ناصر الدين، المسؤول السياسيّ في "الجماعة الإسلامية" في جبل لبنان الشيخ أحمد سعيد فواز وشخصيات وفاعليات وأهالي الطلاب.


وألقى النائب خليل كلمة راعي الحفل، فنقل تحيات الرئيس بري "الذي تربطه رابطة خاصة واهتماما استثنائيا بهذا الصرح التربوي، الذي نريده على الدوام شامخا كما هو، يتقدم باستمرار نحو الأفضل، نحو حجز الموقع المتقدم على مستوى التعليم الجامعي في لبنان، وعلى مستوى المنطقة ككل، وهو إذا يعبر عن سعادته بأن يتابع حفلات التخرج على امتداد فروع الجامعة، يشعر بكثير من الاهتمام بقلق هؤلاء المتخرّجين، على مستقبلهم وعلى فرص عملهم في هذا الوطن، فكلّ التحية منه اليكم أيها المتخرجون".


وقال: "التحية الى الأهل الأعزاء، والى كل أب تعب وكد وجاهد، من أجل هذه الساعة، ومن أجل أن يشهد حمل إبنه أو إبنته شهادة التخرج، مسؤولية حمل هذه الشهادة، والى كل أم تعبت وسهرت، من أجل أن تؤمن الحياة الكريمة لأبنائها من أجل أن يتخرجوا ويدخلوا ميادين الحياة، متسلحين بهذه الشهادة، عندما نقف أمام الأهل في هذا الحفل، نشعر أن الشهادة هي لكل أب وأم ولكلّ راع لهؤلاء المتخرجين، الذين يقفون اليوم بكل فخر أمام أهلهم بإنحناء متواضعة، لأنهم يقدمون بعضا من رد الجميل لمن حمل الهم طوال سنوات الدراسة".


أضاف: "من الوردانية، بلدة التواصل، بين الجنوب والجبل وبيروت، من هذه البلدة التي تشكل عقد الصلة بين المناطق والطوائف والمكونات المختلفة، من مساحة الأرض التي رسمت حلماً للإمام موسى الصدر، بأن تكون على الدوام، مساحة اللقاء والبناء، التي كانت في عقله وفي روحه وحركته، يوم بادر مع اخوته، مع الحاج أبو رضا الحاج في شراء هذه الأرض، في زمن كان الحلم صعب التحقق، وكانت الظروف مختلفة، ونظرة الناس للتربية وفرص التعليم مختلفة، كان صوته يعلو وهو يطرز حياتنا الجديدة، حضورا ومؤسسات على اختلاف الاتجاهات وفي مختلف المناطق، لترتفع هذه المؤسسات ويرتفع معها إسم ودور وطننا عاليا على الدوام. في الجامعة التي أرادها الإمام المؤسس، وراعيها دولة الرئيس نبيه بري، أن تكون صرحا تعليميا تربويا وثقافيا، يشكل علامة إضافية على مراكز التعليم والتربية في لبنان، وليس رقما إضافيا على هذه المؤسسات، يضاف الى عشرات الجامعات والمعاهد".


وقال: "حجزت الجامعة الإسلامية لنفسها مكانا رغم الظروف الصعبة، وإتجهت نحو تحقيق الهدف، وهي التي تتمتع بسمعة لائقة وإمتداد واسع من بيروت الى الجبل والى الضاحية والجنوب والبقاع، وان شاء الله، فلتكن جامعة على مستوى الوطن ولكل الوطن، على إدارتها بوعيهم لهذه المسألة أن يضعوا في إستراتيجيتهم في المرحلة المقبلة، أن يكون المركز الجديد في محافظة الشمال وعكار، لتكون الجامعة الإسلامية مضللة لكل مساحات الوطن على اختلاف مناطقه. من المهم التأكيد على المهمة الأسمى للتربية، باعتبارها صناعة وطنية لا تتصل فقط بتأمين خريجين للعمل، بل ترتبط إرتباطا وثيقا بالتنمية المستدامة والشاملة، بالتنمية الحقيقية على مستوى الوطن، وهذا ما يتطلب أن يكون هناك تكاملا في رسم أدوات وآليات ومستويات التعليم واختصاصاته، مع خطة التنمية الشاملة التي يجب أن تقر على مستوى الوطن ككل. وهنا دعونا قبل سنوات الى أن يقر المجلس الأعلى للتربية لكي ينخرط في اعداد الخطط والبرامج، التي تتلاءم وتلتقي مع مشروع تنمية البلد وقيامته ونهوضه. اننا وفي معرض هذا الاحتفال نجدد تلك الدعوة لكي يأتي تخرج طلابنا جزءاً من هذه الإستراتيجية التي تخدم الأهداف الوطنية، في تأمين الفرص للمتخرّجين، وفي جعلهم عناصر فاعلة بشكلٍ إيجابي في عمليّة النهوض واستدامته على المستوى الوطني. أنتم يا متخرجي دفعة رواد الأمل، كونوا الرواد الحقيقيين ولا تيأسوا، لأنكم تحملون المسؤولية عنا جميعا، وتشكلون حلم الإنقاذ الذي نصبو اليه. فإياكم أن تتخلوا عن إلتزامكم بالوطن لبنان، وبقضاياه، وتحدياته، فهو وطن لا يموت، ولن يموت بإرادتكم مهما صعبت المراحل، وطن إستطاع الصمود والعودة الى الوحدة بعد الحرب، وأعاد بناء مؤسساته، وأسس لتطوير نظامه السياسي، وطن صغير استطاع بمقاومته وبجهاد أبنائه وبشرفهم وبوحدة موقفهم مع جيشهم، أن يحقق أعظم انتصار على إسرائيل في هذا العصر، هو وطن يستحق أن نثق ونؤمن به، وأن نعمل من أجله".


وتطرق خليل الى الأوضاع السياسية في لبنان، فقال: "كنا نود أن ندخل الى هذه القاعة اليوم، لنحمل اليكم تباشير الاتفاق والتفاهم على إعادة الانتظام لحياتنا الدستورية والسياسية، بعد المبادرة، التي أطلقها الرئيس نبيه بري قبل شهر من اليوم في ذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر، يوم أطلق مبادرته الحوارية، داعيا الى تلاقي القوى السياسية والكتل البرلمانية مع بعضها البعض، من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن للأسف لقد شهدنا خلال الأسابيع والأيام الأخيرة كيف تعاطى البعض مع هذه الأزمة، بمنطق التحدي وتسجيل المواقف والبعد عن الواقعية وتجاهل الاستفادة من التجربة، في الحاجة الى التلاقي والحوار وإعادة النظر كل بمواقفه بغض النظر عن أحقية هذا الموقف، وعدم إثقال هذه الفرصة بالشروط والعوائق ووضع الأسقف، ما أدّى إلى إجهاض هذه الفرصة والدخول في مراوحة جديدة، تخسرنا جميعاً الوقت والإمكانية وتزيد حجم الضغوط المختلفة على بلد أنهكته النكايات السياسية والتعطيل المتعمد للمؤسسات. لا ينفع البعض أن يرفع سقفه الى الحدود التي يعي هو نفسه أنها صعبة التحقق، ولا يهددنا أحد مهما كانت نوايه، لا بفدرلة وإدارة ذاتية، أو بتعديل على جوهر نظامنا، ولا يفترض أحد انه يعكس كل مسار المصلحة الوطنية، يقدم شعاراته الضيقة لحساب تعزيز موقعه الخاص، أنه بإمكانه أن ينتصر أو يحقق إنجازا على المستوى السياسي، للأسف يوجد في هذا البلد بعض من ينظر الى انهيار المؤسسات، وادارات الدولة وتفكك كل ما يجمع اللبنانيين مع بعضهم البعض، وكل ما يضعف هيبة الدولة، هؤلاء يعيشون في أوهام بناء الوطن وفق ما يريدون، أو وفق ما يتخيلون للدور والموقع والمهمة، متجاوزين الحاجة الى الاستفادة من الماضي البعيد والقريب. لهؤلاء نقول مجدداً لبنان الذي نريد هو الدولة الواحدة الموحدة، الدولة العصرية والمتطورة والحاضنة للجميع، في وطن العيش الواحد بين عائلاته الروحية، ملتقى الحضارات والديانات والثقافات، الوطن القادر على إدارة أزماته بالحوار والتفاهم والديمقراطية الحقة، الوطن حيث يمارس العيش الواحد ليس شعارا فولكلورياً، بل فعلاً حقيقياً كما يعيشه الناس في هذه المنطقة. نريد الوطن الملتزم بميثاقه الوطني، وبأسس دستوره واتفاق اللبنانيين حوله، ونعمل على تطبيق هذا الميثاق بالكامل وفق الآليات الدستورية، من اللامركزية الإدارية، وصولاً إلى إلغاء الطائفية السياسية، وبناء الدولة المدنية وصولا الى دولة المواطنة الحقة، التي يشعر بها الجميع بالمساواة بقدر انتمائهم الحقيقي لهذا الوطن".


وختم خليل: "كما سهلنا كل المبادرات، خارجية وداخلية، على مستوى المبادرة الفرنسية واللجنة الخماسية، وأخيرا المبادرة القطرية، نحن ملتزمون بتسهيل كل المحاولات، لكن الأساس يبقى هو تلاقي اللبنانيين وحوارهم الخاص وقدرتهم على التفاهم للخروج من الأزمة".


بعدها سلم خليل واللقيس والعمداء الطلاب شهادات التخرج.

MISS 3