بعدما أبرم رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي اتفاقاً مع الديموقراطيين السبت وأقرّه مجلس الشيوخ ووقّعه الرئيس جو بايدن في توقيت دقيق يُتيح بموجب إجراء طارئ مواصلة تمويل الإدارة الفدرالية لمدّة 45 يوماً لتجنّب «إغلاق حكومي»، وفي حين لم يلحظ الاتفاق اقتطاعات في الإنفاق يطالب بها «تكتل الحرّية» في الحزب الجمهوري الذي كان أساساً قد أعاق انتخاب مكارثي رئيساً للمجلس لـ14 جلسة متتالية في وقت سابق هذا العام، أكد النائب الجمهوري مات غايتس أمس أنه سيتقدّم باقتراح لإطاحة ماكارثي.
وفي هذا الصدد، اعتبر غايتس في تصريح لشبكة «سي أن أن» أنه يتعيّن على مكارثي «نزع الضمادة»، في إشارة إلى وقف احتواء التأزم، مشيراً إلى أنه «علينا أن نمضي قدماً مع قيادة جديدة يُمكن أن تكون محل ثقة»، لكنّه رأى أنّ تمكّن «تكتل الحرّية» من إطاحة مكارثي أمر غير محسوم، خصوصاً بعد انفتاح مكارثي على الديموقراطيين للمصادقة على مشروع قانون يحظى بدعم الحزبَين، إذ أشار غايتس إلى أن «السبيل الوحيد لبقاء مكارثي رئيساً لمجلس النواب في نهاية الأسبوع المقبل يكمن في أن يُنقذه الديموقراطيون»، معتبراً أنهم «سيفعلون ذلك على الأرجح».
في المقابل، بدا مكارثي واثقاً من أن اقتراح إطاحته لن يتكلّل بالنجاح، وقال في تصريح لشبكة «سي بي أس»: «سأصمد!»، مشدّداً على أنه إذا كان غايتس «مستاء لأنّه حاول دفعنا إلى إغلاق حكومي حرصت على عدم حصوله، فدعونا نخض تلك المعركة». كما أكد النائب الجمهوري مايك لولر في تصريح لشبكة «ايه بي سي» أن تجنّب «الإغلاق الحكومي» كان «العمل الوحيد الذي ينمّ عن حسّ بالمسؤولية» يُمكن القيام به. وسأل مولر: «هل تعلمون ما الذي سيفعله غايتس بمضيه قدماً في اقتراح إطاحة مكارثي؟ إنه سيؤخّر عملية إقرار القوانين المتعلّقة بالموازنة في الأيام الـ45 المقبلة».
توازياً، انتقد الرئيس الديموقراطي الجمهوريين، داعياً مكارثي إلى تجنّب شبح إغلاق آخر عندما ينتهي الاتفاق الموَقت. وقال بايدن متحدّثاً من غرفة روزفلت في البيت الأبيض: «لقد سئمت وتعبت من سياسة حافة الهاوية»، معتبراً أن «سياسة حافة الهاوية يجب أن تنتهي. ينبغي ألّا تحدث أزمة أخرى». وفي وقت سابق، رأى بايدن أن الاتفاق على تجنّب الإغلاق الحكومي «خبر جيّد للشعب الأميركي»، مؤكداً أنه «ما كان ينبغي أن نجد أنفسنا في هذا الموقف».
