محمد دهشة

صيدا تُعيد إحياء مهرجاناتها الدولية مع غي مانوكيان

3 تشرين الأول 2023

02 : 05

من أجواء الحفلة

نجحت «اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية» في إعادة احياء مهرجاناتها السياحية بعد توقف قسري دام لسنوات بدءاً من تفشي أزمة «كورونا» مروراً بالأزمة الاقتصادية والمعيشية وصولاً إلى اشتباكات عين الحلوة التي ارخت بتداعياتها على المدينة وأهلها.

نجاح اللجنة حمل رسالة مفادها أن صيدا ستبقى مدينة للحياة والفرح معاً، وأنها في كل مرة تشتد عليها الأزمات بمختلف وجوهها، تعود لتنهض من جديد وتعبر عن نفسها: نشاطاً وثقافة وفنوناً وإبداعاً، وقد اختارت «خان الافرنج» حيث تتلاقي وتتفاعل ثقافات الشعوب والحضارات، والموسيقي المبدع غي مانوكيان الذي عزف موسيقاه على أوتار شغفه بمدينة رافق مهرجاناتها لسنوات.

وقد حضر الحفلة أكثر من ألف شخص امتلأت بهم الباحة الداخلية للخان وجانب من شرفات وقناطر طبقته الأولى المشرفة عليها، يتقدمهم النواب أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وعلي عسيران وميشال موسى وغادة أيوب، ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع وفاعليات اقتصادية ورؤساء جمعيات أهلية وجمع الشخصيات. وكان باستقبالهم رئيسة لجنة مهرجانات صيدا الدولية نادين كاعين والسيدات الأعضاء، فيما أجرى وزير السياحة وليد نصار اتصالاً بكاعين هنأها فيه على إعادة إحياء المهرجانات واعتذر عن عدم تمكنه من الحضور لوجوده خارج لبنان.

وعلى مدى نحو ساعتين، وبحيويته المعهودة وأدائه المميز عزفاً وذوباناً في اللحن الى حد التماهي، قدم مانوكيان برفقة الفرقة الموسيقية والكورال أغنيات لكبار الملحنين والفنانين اللبنانيين والعرب رسخت عميقاً في ذاكرة ووجدان أجيال وأجيال ولا تزال، منوعاً إياها بين الرومانسية والطربية والشعبية والوطنية. وألهب حماسة وتفاعل جمهور الحفلة غناءً وتلويحاً بالأيدي وتصفيقاً، فيما انعكست على جدران وأعمدة وقناطر «خان الإفرنج» أضواء وألوان حتى بدت وكأنها هي الأخرى تتراقص طرباً على إيقاع موسيقى مانوكيان والفرقة، ما اضفى على المكان والأجواء رونقاً اكتملت به كل عناصر نجاح الحفلة.



مانوكيان يقدم معزوفاته الموسيقية



وسبق أن رافق الحفلة سوق للمأكولات أقامته لجنة «مهرجانات صيدا» عند مدخل الخان، شارك فيه أكثر من 15 مؤسسة ومطعماً وعارضاً. وفي المناسبة قالت كاعين: «لا أريد أن أتحدث عن التحديات وعن الأزمات التي تطغى دائماً على أي مجال او حدث جميل في المدينة، بل أريد أن اركز على الأمور الإيجابية التي تشبهنا وتشبه طموحاتنا وأحلامنا»، مضيفةً أنّ: «هدف وجود لجنة مهرجانات صيدا هو التأكيد على أن المدينة تستحق أن تكون على خارطة لبنان السياحية».

أمّا بديع فأشار الى أنّ «صيدا تحتاج لمساحة فرح وسعادة بعيداً عن ضغوط الأحداث التي واجهتها مؤخراً، والظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، فبرغم ذلك تمكنت سيدات لجنة المهرجانات من إقامة هذا الإحتفال الفني والثقافي، ونحن كبلدية ساهمنا في تقديم ما أمكن من دعم لوجستي ومواكبة شرطة البلدية وتنسيق فعاليات النهار السياحي أيضاً، ونأمل أن تتكرر مثل هذه الإحتفالات التي تحافظ بها صيدا على مكانتها الحضارية والسياحية والثقافية».

من جهته، قال مانوكيان: «هذه صيدا التي نعرفها ونحبها… صيدا الإنفتاح والمحبة والموسيقى والثقافة، ومهما حاولوا، لا أحد يستطيع أن يغير وجه صيدا الحضاري والوطني واللبناني بامتياز»، مضيفاً: «انا سعيد جداً اليوم أنني اختتم صيفيتي في المدينة الأحب على قلبي التي عزفت في مهرجاناتها منذ سنة 2016 الى 2019... واليوم وبمجرد أن عادت كنت أول الناس موجوداً فيها وان شاء الله سأكون مع أهلي في صيدا كل سنة... صيدا تحب الحياة وتستحق أكثر من ذلك... هي ليست فقط عاصمة الجنوب بل عاصمة المحبة والانفتاح الثقافة».


MISS 3