تأجيل أداء اليمين للحكومة الجديدة بطلب من نتنياهو

مواجهات بين شبّان عرب والشرطة الإسرائيليّة قرب تل أبيب

02 : 00

الشرطة الإسرائيليّة تعتقل شاباً عربيّاً خلال المواجهات في وادي عارة أمس (أ ف ب)

اندلعت مواجهات عنيفة عصر أمس بين شبّان عرب والشرطة الإسرائيليّة في وادي عارة بالقرب من تل أبيب، غداة قتل حرّاس أمن شاباً عربيّاً مريضاً نفسيّاً حاول طعن أحد الحرّاس بسكين، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس".

وتظاهر أكثر من 300 شاب من بلدة عارة احتجاجاً على مقتل الشاب المريض مصطفى يونس، وحاول المتظاهرون النزول إلى الشارع العام حاملين لافتات مندّدة "بعمليّة القتل".

وحصل تدافع بين الشبّان والشرطة، تحوّل إلى مواجهات رشق خلالها الشبّان الحجارة واستخدمت الشرطة قنابل صوتيّة والمياه. كما تدخّل فوج الخيّالة لتفريقهم. وأكدت الشرطة الأربعاء أن مصطفى يونس (27 عاماً) حاول طعن حارس أمن في مستشفى "تل هشومير" بالقرب من تل أبيب وأصابه في رأسه قبل أن يُقتل، مشيرةً إلى أن خلفيّة الحادث "جنائيّة".

من جهته، رأى العضو العربي في الكنيست أحمد الطيبي، الذي شارك في التظاهرة، أن ما حدث "عمليّة تصفية". وروى الطيبي أن مصطفى يونس "دخل مستشفى "تل هشومير" للعلاج، واختلف داخل المستشفى مع شخص، وعند خروجه وبعد وصوله إلى السيّارة التي تقلّه فيها والدته، أخرجه الحرّاس عنوة من السيّارة، وعندها حاول طعن حارس الأمن، وبعد أن سيطروا عليه وهو على الأرض، تمّ إطلاق النار عليه من قبل ثلاثة حرّاس".

كذلك، قال الطيبي إنّ "الشرطة استخدمت الهراوات لفضّ التظاهرة وقامت بضرب الشبّان ضرباً مبرحاً، واستخدموا الخيل ضدّنا ورشّونا بالمياه الآسنة"، لافتاً إلى أن "اليهود من أصول إثيوبيّة أغلقوا كلّ شوارع إسرائيل بتظاهراتهم ولم نشهد مثل هذا العنف الذي استخدموه معنا".

كما دانت "القائمة العربيّة المشتركة" قتل الشاب، في حين استنكر "مركز مساواة" "تصفية الشاب مصطفى يونس من قبل رجال الأمن في مستشفى تل هشومير"، مؤكداً أنّها "المرّة الثانية التي يُستخدم فيها الرصاص الحيّ بهدف القتل تجاه مريض نفسي خلال 10 أيّام". وكتب المركز: "إنّه دليل آخر على ثقافة التصفية التي تبنّتها قوى الأمن تجاه كلّ عربي". وطالب "مركز مساواة" إدارة المستشفى بـ"التحقيق في ما حدث وتوقيف الحرّاس عن العمل بشكل فوري"، مضيفاً: "لم يكن هناك أي سبب لإطلاق رصاص بهذا الشكل على المريض".

تزامناً، أعلن متحدّث عسكري إسرائيلي أن فلسطينيّاً قُتِلَ الخميس برصاص جنود إسرائيليين بعدما حاول دهسهم بسيّارة جنوب الضفة الغربيّة، وأصاب أحدهم بجروح. وذكر بيان للجيش أن "المهاجم قاد سيّارته بأقصى سرعة في اتجاه الجنود بالقرب من حاجز عسكري قرب نجوهوت"، وهي مستوطنة إسرائيليّة بالقرب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربيّة.

وأُصيب جندي ونُقِلَ إلى المستشفى، بينما قَتَلَ جندي آخر السائق، فيما أعلنت وزارة الصحّة الفلسطينيّة "استشهاد المواطن بهاء محمد عبد الله العواودة عقب إطلاق الاحتلال النار عليه، عند مدخل بلدة بيت عوا". ويأتي الحادث غداة مقتل فتى فلسطيني يبلغ من العمر 15 عاماً خلال مواجهات شهدها مخيّم الفوار جنوب الضفة الغربيّة.

سياسيّاً، تأجّل أداء حكومة الوحدة الإسرائيليّة التي طال انتظارها اليمين الدستوريّة إلى الأحد، بعد أن كانت مقرّرة أمس، بطلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكان من المفترض أن تؤدّي حكومة الوحدة التي سيتقاسم السلطة فيها نتنياهو ومنافسه السابق بيني غانتس اليمين الدستوريّة الخميس بعد نحو عام ونصف من أطول جمود سياسي تشهده الدولة العبريّة، جرت خلاله ثلاث انتخابات غير حاسمة.

وقال حزب "الليكود" وحزب "أزرق - أبيض" في بيان مشترك: "طلب نتنياهو من غانتس تأجيل أداء اليمين حتّى يوم الأحد لتمكينه من استكمال توزيع الحقائب في "الليكود"، ووافق غانتس على ذلك". كما وافقت اللجنة النظاميّة على أداء اليمين يوم الأحد المقبل عند الساعة الواحدة بعد الظهر.

إلى ذلك، هدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجدّداً خلال خطاب بثّه التلفزيون الرسمي الفلسطيني في وقت متأخّر من مساء الأربعاء، بإلغاء الاتفاقات الموقّعة مع إسرائيل والولايات المتحدة. وقال: "سنكون في حلٍّ من كلّ تلك الاتفاقات والتفاهمات إذا أعلنت الحكومة الإسرائيليّة عن ضمّ أي جزء من أراضينا المحتلّة". كما حمّل عباس الحكومتَيْن الأميركيّة والإسرائيليّة "كلّ ما يترتّب على ذلك من آثار أو تداعيات خطرة".


MISS 3