جورج الهاني

هل يتحوّل الحكمة من "أخضر" إلى "يابس"؟

9 تشرين الأول 2023

02 : 00

ايلي يحشوشي رئيس الحكمة المستقيل

يُخطئ من يعتقد أنّ الأزمة التي يمرّ بها نادي الحكمة بيروت جديدة أو طارئة، بل هي إستمرار لأزمات منهكة متلاحقة، كانت تخفّ حيناً وتشتدّ أحياناً، بدأت منذ قبول إستقالة رئيسه أنطوان الشويري من منصبه في مثل هذا الشهر من العام 2004، ولم تنتهِ مع تنحّي الرئيس الحالي إيلي يحشوشي منتصف الشهر الفائت.

عندما قرّر "البريزيدان" الشويري الإبتعاد عن أسوار النادي الأخضر تعاقب على خلافته عدد كبير من الرؤساء الذين حاول كلّ منهم، بطريقته الخاصة وبأسلوبه المتميّز عن الذي سبقوه، المحافظة على رهبة نادي الحكمة ورهجته، والإثبات للآخرين أنّه قادرٌ على حمل الإرث الثقيل الذي تركه "أمبراطور كرة السلة اللبنانية"، لكنّ هؤلاء الرؤساء كانوا دائماً يصطدمون بواقع صعب لم ينجحوا أبداً في تخطّيه، تارة بسبب سوء التصرّف وغياب الخبرة والحنكة عن الإدارات المتعاقبة، وطوراً بسبب الضغوط الهائلة التي تعرّضت لها هذه الإدارات نتيجة الأعباء المالية الضخمة التي واجهتها جرّاء تقصيرها، أو تقصير سابقاتها، في دفع المستحقّات المتراكمة لعددٍ من لاعبيها ومدرّبيها وإدارييها، ما اضطرّ هؤلاء للجوء الى المراجع الدولية المعنية لتحصيل حقوقهم المهدورة، الأمر الذي أدى الى شلّ المسيرة الحكماوية، خصوصاً في ظلّ الشحّ المالي في البلاد بسبب الأوضاع والظروف الإقتصادية المزرية.

إنّ التخبّط الإداري والمالي والفنّي الذي يشهده نادي الحكمة منذ نحو عقدَين من الزمن جزءٌ منه خارج عن إرادة أصحاب القرار فيه وأكبر من طاقتهم على مواجهته وتحمّله، والجزء الآخر كان يمكن إحتواؤه وإستيعابه بحكمةٍ ووعي، لكنّ كبرياء البعض وعنجيتهم وغوغائيتهم، وإعتقادهم بأنهم أكبر وأعظم من ناديهم، سرّع في حالة الإهتراء التي أصيب بها النادي الذي في حال لم تمتدّ إليه في الأسابيع المقبلة يدٌ ربّانية لتنقذه قبل فوات الأوان، قد يتحوّل بين ليلة وضحاها من "أخضر" الى "يابس".

حين قرّر الرئيس الشويري أن يرتاح، سألتُ صديقاً مقرّباً جداً منه وخبيراً في كرة السلة: "لماذا استقال البريزيدان برأيك من نادي الحكمة"؟ فأجابني بصريح العبارة: "لو كان فيه خير، ما كان كبّو الطير".


MISS 3