بشارة سماحة

طاردته "لعنة" الإصابات والمشاكل البدنيّة

هازار يعلن إعتزاله عن 32 عاماً بعد مسيرة مظفّرة مع تشلسي وريال

11 تشرين الأول 2023

02 : 00

لم يكن مفاجئاً أمس إعلان المهاجم البلجيكي إدين هازار، الذي لا يلعب لأي نادٍ منذ رحيله عن ريال مدريد الإسباني في حزيران الماضي، اعتزاله كرة القدم عبر حسابه الرسمي في «إنستغرام» عن عمر يناهز 32 عاماً.


فقد كان هازار أمام خيارين لا ثالث لهما: متابعة مسيرته والبحث عن تحدٍّ جديد، أو الاعتزال، لكنه رفض عرضين كبيرين لمواصلة مسيرته، فكان قرار الاعتزال الذي جاء بعد طول تفكير.

ما لا شكّ فيه أن البلجيكي عاش أربع سنوات صعبة في ريال مدريد، بعدما كان «موهبة» في السنوات العشر السابقة، وتميّزت هذه السنوات الأربع بالعديد من الإصابات.

عندما بدأ هازار اللعب بألوان ريال مدريد، كان كل شيء يشير إلى أنه قد يصبح أحد نجوم نادي العاصمة الإسبانية. مع 110 أهداف في351 مباراة بألوان تشلسي، أعطى الجناح البلجيكي آمالاً كبيرة لريال، كلّها ذهبت أدراج الرياح.

بسبب تعرّضه لعدد من الإصابات، لم يخض هازار سوى 76 مباراة فقط، سجل خلالها 7 أهداف. على سبيل المقارنة، تسبّبت إصاباته المتكررة (العضلات، الشظية، الكعب...) في غيابه عن 78 مباراة. منذ ذلك الحين، كان من المستحيل على هازار استعادة لياقته ومهارته. والأهمّ أنه فقد ثقة المدرّب أيضاً.

لذلك، لم يعد يرى نفسه أكثر من لاعب إضافي على مقاعد البدلاء خلال المباريات، ما جعله يفكّر جدّياً بمغادرة الفريق.





وعلى الرغم من الظروف التي مرّ فيها في العاصمة الإسبانية، كان هازار لا يزال لاعباً بقيمة مرتفعة في سوق الانتقالات، والدليل على ذلك، قدّم له ديفيد بيكهام في إنتر ميامي الأميركي عرضاً رفضه البلجيكي، ولم يلعب بالتالي إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي.

ثم سارع السعوديون لمحاولة جذب النجم السابق. وذكرت الصحافة البلجيكية أنه عُرض عليه راتب قدره 50 مليون يورو سنوياً. مرة أخرى، رفض هازار العرض.

وكانت صحيفة Voetbalkrant البلجيكية ألمحت الى أن هازار يبحث عن تحدّ أخير في أوروبا، إذ «لا يمكن للنجم أن يغادر من دون أن يحقّق شيئاً ما، وللمرة الأخيرة، يرضي طموحات أنصاره».

لكن قرار الاعتزال كان الأقرب الى التطبيق، خصوصاً أن النجم البلجيكي كان يسعى الى الاهتمام بعائلته وأطفاله وإعطائهم المزيد من الوقت والرعاية.

بدأ هازار مسيرته مع ليل الفرنسي وقاده الى الثنائية المحلية (الدوري والكأس) في العام 2011، واختير أفضل لاعب في الدوري الفرنسي في ذلك الموسم.





انتقل بعدها الى تشلسي الإنكليزي، ليخوض معه سبعة مواسم (2012-2019)، وفي هذه الفترة بات أحد أعظم اللاعبين في تاريخ تشلسي، فقاده للفوز بلقب الدوري الإنكليزي (2015 و2017) والدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» مرتين (2013 و2019).

وانتقل هازار الى صفوف ريال مدريد في مقابل 115 مليون يورو، لكنّه تعرّض لسلسلة من الإصابات والمشاكل البدنية، فلم ينجح سوى بتسجيل سبعة أهداف في الدوري الإسباني خلال 54 مباراة، على الرغم من فوزه بلقب «لاليغا» مرتين، قبل أن يرحل عن العاصمة الإسبانية بالتراضي الصيف الماضي قبل عام من انتهاء عقده في العام 2024.

وأنهى هازار مسيرته الدولية في كانون الأول الماضي بعد كأس العالم 2022. خاض 126 مباراة دولية (33 هدفاً)، ووصل إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 في روسيا مع «الجيل الذهبي» لبلجيكا، قبل الخسارة أمام فرنسا بطلة العالم (1-صفر).

وكتب هازار على «إنستغرام»: «عليك أن تعرف كيف تستمع إلى نفسك وتقول توقّف في الوقت المناسب. بعد مسيرة استمرّت 16 عاماً وخوض أكثر من 700 مباراة، قرّرت أن أضع حداً لمسيرتي كلاعب كرة قدم محترف».








MISS 3