جورج الهاني

الأندية الكبيرة تحصد ما تزرع

14 تشرين الأول 2023

02 : 00

عندما تخوضُ الأندية اللبنانية الكبيرة البطولات الرسمية والوديّة داخل لبنان وخارجه، لا يعود هناك مكانٌ أو مجالٌ للعواطف أو للأعاجيب بأن تلعب دورها على أرض الملعب، فالتحدّي الحقيقيّ يكون قد بدأ، ووحدها الفرق الحاضرة والمستعدّة تحقق النتائج المرجوّة على أرض الملاعب وتصعد الى أعلى منصّات التتويج، فيما تحصد الفرق الأخرى المشاركة في هذه الإستحقاقات الخيبة والفشل، وتدفع من «اللحم الحيّ» للاعبيها ثمن المشاكل العقيمة والخلافات المتراكمة لإداراتها المقصّرة والعاجزة.


خلال أقلّ من ثلاثة أسابيع، أحرز فريق نادي بيروت فيرست لكرة السلة لقبَين متتاليَين في قطر، الأول دورة الدوحة الدولية الودّية الثانية، والآخر بطولة الأندية العربية الـ35، وباستثناء المباراة الإفتتاحية في الدورة الأولى التي تعثّر فيها أمام مواطنه الحكمة، ظهر الفريق اللبناني بمستوى ثابت وأداء عالٍ تصاعديّ لجميع لاعبيه وصولاً للمباراة النهائية للبطولة العربية أول من أمس، حيث أطاحوا بالفرق الكبيرة والصغيرة في طريقهم الى التتويج، متسلّحين بثقة عالية بأنفسهم وبدعم مطلق من إدارة ناديهم رئيساً وأعضاء، فكان من الطبيعي أن يحصد نادي بيروت مرّة جديدة ما زرعه منذ عدّة مواسم، في ظلّ إستقرار مالي وإداريّ ونفسيّ واضح يزيد على الستّ سنوات، وطموح رياضيّ واسع يقارب الحلم أحياناً.


مخطئ من يعتقد أنّ مشكلة الأندية الكبيرة تكمن في مسألة المال فقط، فالحكمة على سبيل المثال، وبعد رحيل «البريزيدان» أنطوان الشويري، تعاقب على رئاسته عدد لا بأس به من رجال الأعمال الأغنياء والمقتدرين مالياً، ولكنّ مسيرته منذ ذاك الوقت لم تشهد النجاح المنشود، وكذلك أيضاً هي حال نادي دينامو لبنان اليوم الذي يعرف الجميع مدى الإمكانات المادّية التي يتمتّع بها أصحاب الشأن والقرار في النادي، وعلى رغم ذلك فقد تعثّر ووقع عند أول تجربة عقيمة خاضها خارج حدود الوطن بعدما كان ينافس بقوة على لقب بطولة لبنان في الموسم الفائت، وهذا إنّ دلّ على شيء فهو يدلّ على أنّ ليس «بالفريش دولار» وحده تنجح الأندية، بل بحكمة إداراتها وحنكتها وديناميكيتها ورؤيتها الشاملة والبعيدة النظر، وعنادها وإصرارها على بلوغ الأهداف المرسومة حتى لو كانت في بعض الأحيان شبه مستحيلة.            

MISS 3