حبيب باشا

كما في الحروب كذلك في الحكم

20 أيار 2020

19 : 32

وكما فشل حزب الله في إدارة حروبه العبثية والخروج منها بأقل الخسائر نجده اليوم متخبطاً في حكمه فور استلامه السلطة عنوة لضعف الخط السيادي والوطني في لبنان، فها هو مرةً أخرى بانتظار من يأتي لنجدته بإقرار قانون ما على غرار اتفاقيات وقف إطلاق النار التي طالما أبقته على قيد الحياة .

حزب الله الذي يقدم المصالح الإيرانية والسورية الذين يعانون من الضغوط الدولية السياسية والعسكرية والاقتصادية، على مصالح الوطن، لا يمكننا تعريفه حزباً لبنانياً، لم يتبنَّ الحزب أي حرب لمصلحة هؤلاء إلا وخسرها، وبالطبع على حساب مصلحة لبنان، فقد كان يستغل الإعلام لبناء أسطورته الوهمية في عقول الناس ونفوس المتنفعين منه، حتى أن مسرحية مقاومته الاحتلال الإسرائيلي الوهمية وتحريره للجنوب اللبناني عام 2000 فضحها الخروج المفاجئ لجيش العدو الإسرائيلي، وعلى غفلة من حزب إيران في لبنان الذي عاش مرحلة سادها التخبط والعشوائية محاولاُ الحلول مكان جيش الاحتلال عندما كانت الدولة اللبنانية غائبة.

حزب إيران في لبنان الذي يرفع شعار تحرير القدس، لم يرمِ يوماً حجراً على محتلي القدس بل إنه على علاقة غير طيبة مع آغلب الفرقاء الفلسطينيين المعنيين الأوائل بالقضية الفلسطينية.

واهمٌ حزب إيران في لبنان، إن ظن يوماً إنه يستطيع السيطرة على لبنان، لاسيما في ظل الظروف التي يمر بها العالم، فقد اختلطت الكثير من الأوراق، وانتقل بعض حلفائه إلى خناددق أخرى مواكبةً لمستجدات وحسابات اخرى، كما ظهرت إصطفافات اقليمية جديدة لم تكن في حسبان الحزب، وأبرمت إتفاقيات بين اللاعبين الكبار على الساحة السياسية الدولية وأخرى مازالت قيد الدراسة، بدليل اللقاءات المتواترة الممهدة لوضع جديد في المنطقة.

لم تعد الذراع الإيرانية في لبنان طليقة كما في السابق، فالوضع الإيراني في 2020 ليس كما قبله، ومصالحها اليوم تتعارض كلياً مع المصالح الروسية ومستقبلها في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد في سوريا، حيث بدآ الإيرانيون يدركون أنهم أصبحوا خارج اللعبة وبأن لا مكان لهم في سوريا الجديدة.

وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ استمرار تورط حزب الله في دوامة الصراع في سوريا ينطوي على خطر انخراط لبنان في الصراعات الإقليمية، وتقويض استقرارها واشتعال أزمات جديدة في المنطقة. وهنا يأتي السؤال الأهم، لصالح من يحارب الحزب في سوريا؟ ولماذا يصر على استمرار قتاله هناك؟ وفي سبيل مَن يقتل شباب الحزب هناك؟

كان حريٌ بالحزب أن يسخر أمواله وشبابه وقوته وعتاده وعديده لمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانفة التي حلت بلبنان منذ توليه السلطة مع حلفائه اللدودين، الذين لم يتركوا لنا صديق يمد يده للمساعدة عند الحاجة، كان من الآجدى بالحزب آن يتصدى للفساد والمفسدين وكان من الآجدى بالحزب أن وأن و أن.... لو كان الحزب حقاً لبنانيًا وحقاً نظيفَ الكف، صادق النية/ لكان سخر كل قدراته للتغيير، لكننا نجده اليوم غير مبالٍ بمعاناة أبناء جلدته اللبنانيين، متجاهلاً حال بيئته وحاضنته البشرية التي آنهكتها الازمات الاقتصادية والمعيشية ومؤخراً وباء كورونا الذي حل ضيفا ثقيلاً ليزيد من معاناة المواطنين.

وختاماً كم تتشابه تجربة حزب إيران في لبنان بالحكم بتجربة وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، وكما يقول اللبنانيون صولد وأكبر، احترق.