عماد موسى

بيّضها الأسود

22 أيار 2020

10 : 20

لا يقول النائب زياد أسود على التلفزيون ما لا يقوله النوّاب العونيون في كل مجالسهم، من "رئيس التيار" ونزول. وليست كل المجالس بالأمانات. لكن أسود هو الأكثر فجاجة في التعبير، سواء أطلق نيرانه الصديقة في اتجاه الحليف ميشال معوّض، أو أفرغ رشاش حقده على وليد بك، أو استهدف إستيذ نبيه، أو الشيخ سعد. أما موقف الأسود من القوات فليس فيه كلمة حلوة ولا "كلمتين".

وقد وجدتُ في ردّ سابق للنائب علي بزي على زميله الجزيني ما يستحق إدراجه في "خوابي الكلام" وتعميماً للفائدة نستذكر هذه: "مع وصول الحفارة لبدء عمليات الحفر، وأنت أنتْ… تحفر حقداً وكراهية ولا يستخرج منك الا النواقص والعوادم والتفاهات"، إنتهى كلام أديب في السوق.

عادة لا يمرّ شهر من دون أن يقدم نائب جزين الأغر، مادة دسمة للمغردين. ففي لقاء له مع تلفزيون الـ "أو تي في" قال للمذيعة بالحرف الواحد "مش رح فيكي تضلي حاملي البارودي والشعب جوعان. بدك تنقي. بدك تحملي البارودي؟ بدو يكون شعبك مرتاح عندو شغل منو جوعان وما حدا عم يلعب فيه".

جميل هذا القول، ويحتوي على أرطال من العفوية والصدق. بشكل أدق ثلثاه عفوية والثلث الثالث صدق. قول فريد يذكر بسؤال وليد بك لحسن نصرالله قبل أعوام: هل تريد لبنان هانوي أو هونغ كونغ؟ بيّضها الأسود.

المذيعة هالها القول العالي السقف، فأرادت القبض على الفكرة من أذنيها: "هيدا كلام كبير (وصادر عن برلماني كبير) بتقول نحن محاصرين وجوعانين بدنا ننزل البارودة لحتى نبطل جوعانين؟

إستدرك الأسود زحطته بـ "هيدا رأي الأميركان هيدا قرار الاميركان (قصده الطليان) وفي لهجة اللائم الناصح العارف المحذّر "ونحن قد ما نحن واعيين وأذكيا ومنفهم استراتيجيا، عارفين عنا عدوين وعارفين عنا ازمات داخلية ما حصنّا حالنا داخلياً وخلينا الفساد يمشي خلينا الدولة تنهار". من هنا تُفهم أهمية "عناق الأجراس والمآذن" في التحصين الداخلي، ولم يشأ أسود ذكر من "مشّى الفسّاد" و"من خلّا الدولة تنهار" وإن كانت الشبهات تحوم حول الأميركان.

وتوج الأسود طرحه الفكري بـ"المقاومة والفساد ما بيمشوا" مرّة جديدة بيّضها الأسود، وأسمعت كلماته "من به صممُ". وتعقيباً على ما تعرّض له من شتائم في بيئة المقاومة توجه المثقف الموسوعي إلى الجماهير التي لا تقرأ وتحلل عن انقلاب وطعن (...). "اذا أردتم ذلك لا بأس ولكن لا تعمموا جهلكم ورفضكم سماع رأي مغاير. سماحة السيد قالها سابقاً لسنا طبق الاصل عن بعضنا ولنا مقاربات مختلفة متعددة فلا تطلبوا غير ذلك". بيّضتها مسيو أسود عدتَ و"شحبرتها" بقلم فحم.


MISS 3