فضل الله: على اللبنانيين التوحد وعلى الحكومة العمل لحل الأزمات

12 : 43

قال العلامة السيد علي فضل الله، في خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين، في حارة حريك: "نأمل وننتظر من الدول العربية والإسلامية التي اجتمعت أخيراً في جدة، أن يكون موقفها قوياً بحجم معاناة الشعب الفلسطيني والتهديد الذي يتعرض له وبحجم ما تهفو إليه شعوبها وأن تنطلق في مواقفها عملاً بالأخوة الإسلامية التي تدعوها إلى أن تكون مساندة لمن هم أخوة لهم وأن يكونوا كما دعاهم رسول الله(ص) : "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص؛ يشد بعضه بعضاً". أن لا يقتصر موقفها عند حدود كلمات التضامن العاطفية مع الشعب الفلسطيني وشجب ما يجري داخل فلسطين من مجازر ورفض التهجير للشعب الفلسطيني، بل اتخاذ المواقف الجادة والكفيلة بأن تردع هذا العدو أو تردع من يقدمون له كل الدعم، ونحن نرى أنها قادرة على ذلك إن توحدت جهودها وتكتلت قواها واستخدمت ما لديها من قدرات وإمكانات، وندعوها أن تأخذ في الاعتبار مخاطر أن يصل هذا الكيان إلى أهدافه ويحقق مشروعه لتصفية القضية الفلسطينية أو إضعافها وحصرها بالحدود التي يرسمها لها لأن هذه الدول وشعوبها لن تكون بمنأى عن استهداف العدو إن اقتضت مصالحه وتوافرت الظروف لذلك، وأن يأخذوا بالمثل الذي يقول: "أُكِلت يوم أُكِل الثور الأبيض".



أضاف: "إننا أمام ما يجري سيبقى رهاننا على مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وعلى صموده وثباته في أرضه، رغم الجراح والآلام والتهاويل التي تمارس عليه، وهي لن تفت عضده ولن تجعله يتراجع عن خياره بأن يكون حراً عزيزاً كريماً مهما غلت الأثمان وبلغت التضحيات. وفي الوقت نفسه، نجدد دعوتنا للشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى أن يتابعوا حراكهم للتأكيد للعدو أن هذا الشعب لن يبقى وحيداً ولا ينبغي أن يستفرد به، وأن هناك من يقف معه وليضغطوا من خلال حراكهم على حكوماتهم. وهنا لا بد من أن نحيي كل الذين عبروا بأصواتهم وأقلامهم ومواقفهم السياسية وتصريحاتهم في رفض ممارسات اسرائيل والمجازر التي حصلت وتوضيحهم الصورة التي يراد لها أن تشوه أو أن تعتم".



وأشار الى أن "لبنان الذي يثبت كل يوم تضامنه مع الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة لديه، لإيمانه بقضيته ولأنه يواجه عدواً مشتركاً كان وما يزال مستهدفاً منه. وهنا لا بد من أن ننوه بالحكمة التي تتحلى بها "المقاومة" ومعها القيادات اللبنانية، في مقاربة تهديدات العدو الاسرائيلي واستهدافاته وفي التعامل معها وعدم الرضوخ له".


ودعا "كل اللبنانيين إلى التوحد في هذه المرحلة والكف عن كل ما يخل بوحدتهم الوطنية وعدم جعل العدو يستفيد من أي تناقض داخلي في الموقف منه، وأن يعي الجميع أن هذا العدو لن يألو جهداً في إضعاف هذا البلد الذي يراه نقيضاً لكيانه ونداً له ويريد الثأر من كرامته بعد أن أذله الشعب اللبناني عندما أخرجه ذليلاً صاغراً من هذه الأرض".



ودعا "الحكومة اللبنانية إلى بذل جهودها للعمل على معالجة أزمات البلد ومعاناة أبنائه والتخفيف من الأعباء عليه ودراسة كل السبل الذي تضمن قدرة البلد وإنسانه على مواجهة هذه المرحلة الصعبة بكل تداعياتها، وما بات يخشى من امتداداتها إن في الداخل أو في المنطقة".

MISS 3