"لبنان لا يستطيع أن يهرب من احتمال توسّع دائرة الحرب"..

جنبلاط: أوعزنا بالبدء في الاستعدادات اللوجستية لاستقبال النازحين

22 : 39

 أعرب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، عن قلقه من احتمال ألا يستطيع لبنان أن يهرب من احتمال توسع دائرة الحرب، مشيراً إلى أنه ورئيس الحزب التقدمي النائب تيمور جنبلاط أوعزا بالبدء في "الاستعدادات اللوجستية اللازمة لاستقبال النازحين من المناطق التي قد يستهدفها العدوان الاسرائيلي إذا حصل"، مؤكداً أن مناطق الجبل "ستكون مفتوحة للجميع سواء كانوا شيعة أم سنّة أم مسيحيين".


وفي حديث أجرته معه مجلة "بوليتيكو"، قال جنبلاط تعليقاً على وجود الكثير من الكتب أمامه على المنضدة: "ليس لدي وقت كاف للقراءة، فاليوم مضطر لمتابعة الأخبار عبر الهاتف".


وانتقد جنبلاط ما وصفه بـ "الافتقار إلى قيادة عالميّة حكيمة"، واضعاً اللوم في الأزمة الحالية على واشنطن "لإهمالها حق الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلّة"، طالباً منها التراجع عن تغطيتها للعدوان الإسرائيلي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن حلّ الأزمة بيد الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل.


وعن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل، أبدى جنبلاط قلقه من تصريحات بايدن، معتبراً أنها "تخلٍ عن دور أميركا كوسيط نزيه في الصراع".


كما وأعرب عن أسفه لغياب قادة مثل وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر، والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، وخلُص الى ان المجتمع الدولي بوضعه الحالي "لا يحسن التعامل مع هذه القضية وانعكاساتها المحتملة على لبنان".


ورداً على سؤال، أجاب جنبلاط: "نحن بمفردنا"، معتبراً أنّ اللبنانيين تحوّلوا إلى مجرد متفرجين على كارثة يمكن أن تجتاحهم.


وعما يقوم به من مساعٍ، قال جنبلاط: "اجتمعت مع الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس نبيه برّي لنحاول ضبط الوضع، ولكن ماذا يُمكننا أن نفعل؟ هل هناك شخص يمكننا التحدّث معه من الأميركيين أو الفرنسيين أو أي شخص في الغرب؟ جميعهم يرون الإرهاب في كل مكان ويعتقدون أنها مشكلة إرهابية فيما هي قضية فلسطين، والفلسطينيون قد تخلى عنهم المجتمع الدولي".


ورداً على سؤال عما سيقول إذا اتصل به الاميركيون، أجاب جنبلاط: "يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وإنشاء ممّرات إنسانية".


أضاف: "ثمّ علينا النّظر إلى الصورة الأكبر"، أي قضيّة فلسطين وإحباط الفلسطينيين وهذا هو السبب الجذري للانفجار الإقليمي المتكرر.


واستغرب كيف أن "واشنطن لا ترى كيف أثرّ ما حدث في غزّة ومع الفلسطينيين على المنطقة بأكملها، وكأنهم يتوهمون انه يمكن الفصل بين الامرين، ولكن من دون حل سياسي واسع، لا أمل".


ورأى أن "ما قامت به الولايات المتحدة لم يكن إلاّ لتصعيد التوتر في المنطقة عبر ارسالها حاملتي طائرات، وتفشل في رؤية الصورة الأكبر، أي في تحقيق إنشاء دولة فلسطين المُستقلة إلى جانب إسرائيل، والتي تمّ الإتفاق على الخطوط العريضة لها، قبل سنوات في مؤتمر أنابوليس الذي عقده الرئيس السابق بيل كيلنتون".


جنبلاط شدد على أن مقولة "سحق حركة حماس لا تحلّ المشكلة، فعلينا العودة إلى الأساس ألا وهو حلّ الدولتين، ويجب أن نرى الصورة الأكبر، لكنّ الأميركيين ليسوا كذلك، فهم يصعّدون كل شيء في خطاباتهم وعبر تحريك حاملات الطائرات إلى هنا"، سائلاً: "لماذا يتعيّن إحضار حاملتي طائرات كبيرتين إلى المنطقة؟ هل هو لغرض سلمي؟ هل هو من أجل الحفاظ على السلام أم ماذا؟"، مقللاً من احتمال توصل اللقاءات المرتقبة السبت المقبل الى حل، لأن المجتمعين "ليسوا اللاعبين الأساسيين.. ليس لديهم تأثير، اللاعبون الأساسيون هم إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة".


وفي السياق، اعتبر جنبلاط أنه "يمكن للأميركيين كبح جماح إسرائيل إذا قرّروا القيام بذلك، لكنّ المرة الوحيدة التي أمر فيها الأميركيون الإسرائيليين بالانسحاب كانت في عام 1956 عندما غزا الإسرائيليون جنباً إلى جنب مع الفرنسيين والبريطانيين مصر"، مشيراً إلى أنّ "اسرائيل حالياً لديها كل النيّة لغزو غزّة ثمّ ضمّ النصف الشمالي منها".


وعما يتوقع حصوله إذا قامت إسرائيل بغزو غزّة، رد جنبلاط: "حينها سيُقرّر حزب الله وإيران ما يجب فعله".

MISS 3