رمال جوني -

‪ إنتفاضة ضد العتمة و"كورونا" يضرب النبطية الفوقا‬

23 أيار 2020

02 : 00

إخضاع مخالطي مصاب لفحوص الـpcr

ضاق الناس ذرعاً من العتمة، خرجوا الى الشارع مُجدّداً، قطعوا الطريق احتجاجاً، إقتحموا محطّة التغذية قرب دوّار كفررمان، أرادوا توجيه رسائلهم الغاضبة الى السلطة النائمة عن إيجاد الحل. أكثر من أسبوع مرّ على الأزمة ولم يرشح حلّ لها.

لم يكن في حسابات حراكي النبطية وكفررمان أن تتحوّل المواجهة مع الجيش، أثناء اقتحامهم محطة التغذية، هرجاً ومرجاً، جُلّ همهم معرفة سبب التقنين، على ما قال علي: "إذا عُرف السبب بطل العجب"، غير أنهم ضُربوا وقُمعوا بدل أن يتلقّوا الجواب الشافي، إذ كان العسكر لهم بالمرصاد.

ثلاثة جرحى حصيلة المواجهة ضدّ التقنين والأزمات المعيشية، ما أدى الى تأجيح الغضب، تُرجم سريعاً قطع مسلكي الطريق بالإطارات المشتعلة.

"نازلين نطالب بحقوقنا، ليش بدّن يقمعونا"، تصرخ سهى، إحدى الشابات اللواتي شاركن في الإحتجاج الغاضب عند دوار كفررمان المحاذي مباشرة للمحطة التي تغذّي قرى قضاء النبطية.

لم تخضع المحطة يوماً لإصلاحات جذرية، بقيت قديمة العهد، دخلت أخيراً غرفة الإنعاش، وعود تكبيرها لم تُترجم عملياً، ظلّت مجرد خرائط ودراسات بانتظار هبوط الوحي. فلم يعد المواطن يحتمل التقنين القاسي، خرج ليطالب بأبسط حقوقه "الكهرباء"، حاول ان يستدلّ على مكامن خلل هذه الازمة"، أن يعرف الاسباب الحقيقة، غير أن محاولاته باءت بالفشل كما كل محاولات الإصلاحات الوهمية التي طالت هذا الملف، وأدت الى عتمة لعشرين ساعة يومياً، مُضافاً اليها تقنين في مولّدات الكهرباء.

يرى حسن أن "التحرّك جاء على خلفية ارتفاع ساعات التقنين ويحقّ لنا ان نعترض، لكن هناك من يريد قمعه".

وعلى خط "كورونا"، دخلت النبطية الفوقا فعلياً في قلب المعركة، البلدة التي ظلّت بمنأى عن الخطر داهمها الفيروس بعدما غافل المُصاب الوافد من الكويت شرطة البلدية وزار "الخضرجي" والسوبرماركت، وفق رئيس البلدية ياسر غندور، واختلط بأربعة أشخاص، غير أن المشكلة تكمن في مخالطة الأربعة، عدداً أكبر".

رفعت البلدية جهوزيتها للمواجهة، أقفلت محال المخالطين والإكسبرس، وأخضعتهم لفحوص الـpcr بالتعاون مع وزارة الصحة، بعد إجراءات احترازية قضت بتشديد الرقابة وإلزام أهالي الحي، حيث يقطن المصاب، بالبقاء في منازلهم، واقفال عدد من المؤسسات التجارية، وتعقيم الحيّ.

تتابع شرطة البلدية حال الوافدين من الخارج، تحرص على تطبيق كل معايير الحجر الصحي. يؤكد الشرطي أحمد حوماني أن "البلدية تتابع أدقّ التفاصيل، نلبّي كل احتياجات المحجورين، ووضعنا خطاً ساخناً لهذه الغاية"، ولا يُخفي أن "القلق يسود أبناء البلدة، فتصرّف غير مسؤول يقلب الطاولة على الجميع".


MISS 3