بالتذكير بحجم المساعدات السخيّة التي وصلت إلى لبنان بعد حرب تموز عام 2006، يتبيّن كم أن الخسائر ستكون فادحة في حال وقعت الحرب ولم يصل إلى لبنان أي مساعدات. بحسب الباحث في الدولية للمعلومات صادق علوية، فقد تلقّى لبنان «سيلاً من الهبات بعد انتهاء حرب تموز. وقد قدّرت بمليارات الدّولارات إلا أن هذه الهبات كان بعضها مسجّلاً في القيود الرّسمية وبعضها الآخر لم يكن مسجّلاً. وباحتساب الهبات المقبولة رسميّاً منذ بدء حرب تمّوز 2006 ولغاية نهاية العام 2007 بلغ عددها حوالى 319 مرسوماً وقد تنوّعت بين تجهيزات وإعادة إعمار للطرق العامة والخدمات العامة والمستشفيات والآليات.
وبلغت قيمة الهبات المحدّدة قيمتها في المراسيم (167 مرسوماً): 556 مليوناً و396 ألفاً و 930 دولاراً أميركياً) إضافة إلى 152 مرسوماً تضمنت هبات غير مقدّرة قيمتها في متن المراسيم. ولكن بالمجمل كانت الهبات التي لم تقدّر الحكومة قيمتها المالية أكبر قيمة من تلك المقدّرة قيمتها لتصل الى مليارات الدولارات، بحسب علوية.
فمن الأمثلة على المراسيم غير المقدّرة قيمتها فقد أحصت «الدولية للمعلومات» ما يلي:
- تجهيزات كهربائية لإعادة بناء بعض ما دمرته الحرب تتضمن عواميد وكابلات وادوات لزوم التوصيلات ولوحات تحكم كهربائية وخلافه، مقدمة من جمهورية مصر العربية لصالح وزارة الطاقة والمياه مؤسسة كهرباء لبنان.
- 25 ألف طن من القمح من نوع HARD RED WINTER No.2 للطحن وإنتاج الرغيف، وفتح لدى الهيئة العليا للإغاثةـ قطاع الزراعة، حساب خاص بالأموال الناتجة عن بيعها مقدّمة من وزارة الزراعة الأميركية لصالح وزارة الاقتصاد والتجارة.
- إضافة إلى 244 سيارة وآلية منها سيارات إسعاف وغيرها.
- وتمت إعادة بناء عدّة جسور في مختلف الأراضي اللبنانية.
- وإصلاح مدارج مطار رفيق الحريري الدولي وجميع ملحقاتها وخزاني الوقود Jet A1 Tanks R1 and R2 وإعادة بناء خزان الوقود R3 في مطار رفيق الحريري الدولي، مقدمة من شركة اتحاد المقاولين ش.م.ل لصالح وزارة الاشغال العامة والنقل-المديرية العامة للطيران المدني.
- وتم تقديم 35 سيارة من نوع سيتروين برلينغو وذلك لزوم القيام بعمليات المسح والإحصاء ومراقبة نوعية المياه وبرامج الترصيد الوبائي والهندسة الصحية من منظمة الصحة العالمية لصالح وزارة الصحة العامة، وأربعة سيارات من نوع NISSAN PATROL STATION WAGON، وضعت ثلاث منها بتصرف غرفة الطوارئ الصحية التابعة للوزارة والرابعة بتصرف الإدارة المركزية للوزارة، و/27/ سيارة ماركة Nissan Pickup لتوزيعها على مراكز طبابة الأقضية كافة التابعة للوزارة ضمن برنامج التحصين الموسع ووضع سيارة منها بتصرف الإدارة المركزية للغاية نفسها.
- إضافة إلى سيارات سياحية عدد 7 وجيب عدد 4 وأوتوبيس عدد 1 وبيك آب عدد 2 وصهريج عدد 1 وشاسي بيك آب وشاحنة عدد 2 واسعاف ورافعتين ودراجة ومقطورة. اضافة الى تجهيزات الكترونية وذخائر حربية و550 جهاز كمبيوتر وطابعات عدد 204، مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة لصالح وزارة الداخلية والبلديات ـ المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
- 52 سيارة دفع رباعي موديل سنة 2006 و 2007 و6 سكانر مقدمة لصالح وزارة المالية ـ المديرية العامة للجمارك.
- وتجهيزات ولوازم ومعدات للمساعدة في عملية إزالة التلوث النفطي عن الشاطئ اللبناني مقدمة من الكويت، النروج، فرنسا، اسبانيا، فنلندا، وقبرص.
وقال: لذلك، فمن غير الممكن تقدير قيمة الهبات التي من الممكن وصولها إلى لبنان في حال نشوب حرب حاليا، إلّا أنه من المعروف عادة أن الجهات التي قد تمول الحروب هي نفسها من تمول الحلول في حال أرادت حلاً لمسألة سياسية عسكرية معقدة. أما الدول العربية فهي كانت دائماً تساهم في دعم إعادة إعمار لبنان. ومن جهة أخرى حين يقرر ما يعرف بالمجتمع الدولي بدعم حل ما، فإنه يقوم بالطلب من المنظمات التابعة للأمم بتقديم هبات وهو يقوم بتمويلها. مثلاً في ما يتعلق بالهبات تبرز هبة مشتقات نفطية تقدر قيمتها بـ/750/ألف دولار وذلك دعماً لوحدات الجيش المنتشرة تنفيذا للقرار رقم 1701، وفقاً لما أوضحه الباحث علوية لـ»نداء الوطن».
