جرت الإنتخابات الطالبية في جامعة القديس يوسف التي تُعتبر أكبر جامعة مسيحية في لبنان والشرق، وقد تميزت بالجو الديموقراطي والسلمي على رغم التوتر السياسي العالي الذي يعيشه البلد والشباب بشكل خاص.
وسجّلت نسبة الإقبال على المشاركة حسب الجامعة 76.22 في المئة، وجرت الإنتخابات وفق القانون النسبيّ مع إعتماد التصويت الإلكترونيّ وتمّ الاقتراع من بُعد.
والمفاجأة كانت لحظة إعلان النتائج، إذ كانت اليسوعية تشهد معارك طاحنة بين «القوات» والحلفاء من جهة وبين «التيار الوطني الحرّ» والحلفاء من جهة أخرى، لكن بعد إنتفاضة 17 تشرين إكتسح «النادي العلماني» مع المستقلين مقاعد الجامعة عام 2020 وجدّد الفوز عام 2021، وتنافس مع «القوات» عام 2022 وسط شبه غياب «للتيار الوطني الحر» وعدم قدرته على تحقيق أي فوز كبير.
وإختلفت الصورة في إنتخابات 2023، وتحالف حزب «القوات» مع «الكتائب» في مواجهة تحالف 8 آذار وتجمع «طالب» ومستقلين، وفازت «القوات» والحلفاء بـ92 مقعدًا مقابل 35 لـ8 آذار و25 لـ»طالب» و26 للمجموعات المستقلة. وبالنسبة إلى الكليات فقد حصدت «القوات اللبنانية» العدد الأكبر حيث فازت بـ10 كلّيات مقابل 3 كلّيات لـ8 آذار، 3 للمستقلين و2 لـ»طالب».
ودلّت نتائج هذه الإنتخابات على تقدّم واضح لـ»القوات» بين الشباب المسيحي وفي الشارع وأتت وسط خوف مسيحي على الكيان ومواجهة قواتية مع «حزب الله» بالمباشر بعد أحداث الطيونة وعين الرمانة وصولاً إلى المعركة الرئاسية. من جهة ثانية، كرّست هذه الإنتخابات عجز «التيار الوطني الحرّ» عن إستقطاب الشباب المسيحي خصوصاً في الجامعات، إضافةً إلى فقدان ما كان يُعرف بالمجتمع المدني والأندية العلمانية ثقتها عند الشباب المسيحي بعد أداء نواب التغيير في المجلس النيابي.
