جورج الهاني

كلمة التحرير

حلّان... أحلاهما مُرّ

26 تشرين الأول 2023

02 : 00

حسناً فعل الاتحاد اللبناني لكرة السلة بإرجاء مباراة «كأس الأبطال» التي كانت مقرّرة أمس بين فريقي الرياضي بطل أندية غرب آسيا وبيروت فيرست بطل الأندية العربية بسبب الأجواء المشحونة التي سبقت موعدها والتي أنذرت بإمكان أن تتطوّر دراماتيكياً، بحيث يعرف الجميع كيف ستبدأ ولكن لا أحد يعلم كيف ومتى وأين ستنتهي.

كانت مستغربة جداً وغير مبرّرة إطلاقاً الدعوات التي أطلقها بعض مشجّعي فريق الرياضي بيروت وغيرهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الـ24 الأخيرة، بضرورة الحضور الى ملعب مجمّع نهاد نوفل في زوق مكايل الذي كان سيحتضن المباراة، وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية ويحملون الأعلام الفلسطينية، كما ذهب عدد منهم الى ضرورة تزيين الملعب بأعلام فلسطين، وهذا ما استدعى ردّاً فورياً من بعض أبناء زوق مكايل والجوار الذين حذروا «ضيوفهم» من القيام بهذه الخطوة، وهدّدوا بأنّ مشهد عوكر لن يتكرّر في الزوق، علماً أنّ بلدية زوق مكايل نأت بنفسها عن هذا الاحتكاك «الفايسبوكي» وأكدت أنّ مجمّع نهاد نوفل للرياضة والمسرح يشرّع أبوابه لجميع المباريات والفرق الرياضية دون استثناء، شرط التقيّد بالروح الرياضية بعيداً كلّ البعد من السياسة وتفاعلاتها».

أمام هذا الواقع المُقلق، إضطرّ اتّحاد اللعبة الى إصدار بيان ذكر فيه أنه «لمس وشاهد الشحن الطائفي الذي طلّ برأسه، وأراد البعض إدخال كرة السلة اللبنانية في أتون الصراعات المذهبية والطائفية والسياسية والزواريب المناطقية بشكل واضح، محذراً من وجود طابور خامس يعمل على ضرب اللعبة وجمهورها»... ولكن ماذا بعد؟ فاليوم تنطلق بطولة لبنان لكرة السلة، وستتوزّع مبارياتها على كافة الملاعب المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، فمن يضمن أنّ ما كان سيحدث في مجمّع نهاد نوفل أمس لن يحصل في أيّ ملعب آخر غداً؟ الموسم الرياضي طويل، وكذلك الأحداث الأمنية والعسكرية والتطوّرات الميدانية سيطول وقتها كما يبدو، فمن يضمن إذاً ألا تتمدّد تحرّكات الشارع اللبناني الفوضوية الى المدرّجات؟

المطلوب اليوم هو حلّان أحلاهما مُرّ، فإمّا تجميد كافة البطولات الرسمية في مختلف الألعاب الجماعية الى حين هدوء الأوضاع وسكون العاصفة، وإمّا إقامة المباريات من دون جمهور مع كلّ ما تحمل هذه الخطوة من ضرر ماديّ ومعنويّ للاتحادات والأندية والشركات الراعية ومحطات التلفزة الناقلة على حدّ سواء.


MISS 3