وسط اعتراض فلسطيني، انطلق العام الدراسي في منطقة صيدا ومخيماتها، في ظل إرباك غير مسبوق، بعدما قرّرت وكالة «الأونروا» نقل طلاب عين الحلوة إلى مدارسها المجاورة للمخيم وفي مدينة صيدا نتيجة تضرّر خمس 5 من أصل 8 جراء الاشتباكات المسلحة بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم» في نهاية تموز الماضي.
وفيما تعتبر وكالة «الأونروا» أنّ الوضع الأمني في المخيم غير مستقر حتى الآن، وأنّ بعض المدارس تحتاج إلى صيانة وترميم بعد إجراء مسح ميداني عليها من قبل فريق نزع الألغام للتأكد من خلوها من أي متفجرات، وأن هذه الخطوة موقتة لمدّة ثلاثة اشهر، تصرّ القوى الفلسطينية على ضرورة فتح 3 مدارس سليمة في شارع بستان القدس وترميم 5 أخرى واحدة منها تحتاج الى صيانة لعدّة اسابيع فقط، وأن نقل الطلاب فيه مشقّة وجهد وكلفة مادية اضافية.
ومع انطلاق العام الدراسي، نظّم حشد من ذوي الطلاب اعتصاماً أمام مدرسة الفالوجة في بستان القدس وسط المخيم، دعوا خلاله مديرة عام وكالة «الأونروا» دورثي كلاوس إلى التراجع عن قرارها، وفتح المدارس السليمة من دون الحاجة إلى نقل طلابها وترميم الأخرى سريعاً، واعتماد نظام الدفعتين في هذه المدارس.
وذكرت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» أنّ هيئة العمل المشترك الفلسطيني في منطقة صيدا عقدت اجتماعين مع مسؤولين في «الأونروا» يتقدّمهم مدير المنطقة الدكتور ابراهيم الخطيب وطلبوا فيهما ابلاغ كلاوس برفض نقل الطلاب، بينما جال وفد من «اللجان الشعبية» و»القوة الأمنية»على المدارس ومنها المتضرّرة، وتمّ التقاط الصور وإرسالها الى «الأونروا» للتأكيد على أنّه لا يوجد أي عائق أمام الدراسة.
وعلمت «نداء الوطن» أنّ الاعتصامات السلمية ستتواصل لكي تعود «الأونروا» عن قرارها، وأنّ اعتصاماً سينظّم يوم السبت للغاية ذاتها بدعوة من اهالي الطلاب والمجلس التربوي وبمشاركة اللجان الشعبية الفلسطينية التي تصر على دراسة الخيارات بطريقة عملية توفر على الأهالي الجهد والمال معاً.
وقال ممثل حركة «حماس» في المخيم خالد زعيتر لـ»نداء الوطن»: «إنّ الإرباك يسود إنطلاق العام الدراسي بعد تأخّر لنحو شهر وما يزيد وثمة ملاحظات جوهرية على نقل الطلاب لجهة مكان وقوف الباصات والدخول والعودة صباحاً وبعد الظهر وأزمة السير والعجقة، ونقل نحو 5600 طالب في 60 حافلة أمر يكاد يكون صعباً وشاقاً»، أملاً في «أن تثمر المراجعات حلّاً يرضي أهالي الطلاب».
وزارت كلاوس مخيم نهر البارد في الشمال واجتمعت بوفد من اللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية ثم التقت بفعاليات أخرى من المجتمع المحلي، وجرى البحث بأوضاع لاجئي فلسطين في الشمال وأنشطة «الأونروا» والهواجس والتحديات التي يواجهها المجتمع المحلي في المخيم، خاصة الحاجة المتزايدة لتأمين فرص عمل. وشرحت كلاوس خطط الجهوزية وإجراءات الطوارئ التي اعتمدتها «الأونروا» لمواجهة أي حالة طوارئ محتملة في البلد. و»الأونروا» تشارك في اجتماعات تنسيقية مع الحكومة اللبنانية ووكالات الأمم المتحدة والشركاء المحليين والدوليين للعمل على خطط طوارئ مشتركة والجهوزية لحالات الطوارئ، وجهّزت مخزونها من المواد الطبية والوقود، وتمّ تحديد عدد من منشآت الأونروا ، بما في ذلك المدارس في نهر البارد، كمراكز للإيواء عند الحاجة.
وأوضحت أن العمل جار في بلوكين لإعادة إعمار مخيم نهر البارد، والتواصل مع المانحين مستمر من أجل تأمين تمويل إضافي لاستكمال إعادة إعمار البلوكات المتبقية، وأكدت على خطة «الأونروا» لإنشاء مركز للإبتكار الرقمي في مخيم نهر البارد وزيادة الدورات في مركز سبلين للتدريب في المخيم. وتهدف هذه المبادرات إلى توفير فرص إضافية للشباب من لاجئي فلسطين في المستقبل.
وعن التسجيل على منصة «الأونروا» e-UNRWA، أوضحت المديرة أن الأنظمة الإلكترونية لـ»الأونروا» تعرّضت لهجمات وتم إيقافها موقتا لحمايتها، وسيتم تشغيلها مجدّداً في الأيام المقبلة. مشددة على أهمية الأرشيف الرقمي لحماية ملفات لاجئي فلسطين كما هي الحال في سياق الأوضاع في غزة.