الحاج حسن: طلبت من "الفاو" مُساعدة المزارعين المتضرّرين

19 : 45

قال وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس الحاج حسن في حديث إذاعي، عن حرائق الاشجار والنبات المثمر على الحدود الجنوبية الناتجة عن قصف الجيش الإسرائيليّ المنطقة بالقنابل الحارقة إنّ "الاعتداءات الصهيونية الّتي لم تهدأ طيلة ليل أمس الخميس، وعلى مدى الأيّام الماضية وأدّت إلى نتائج كارثيّة، قد اعتدنا عليها منذ خمسين عاماً".


أضاف: "إنّ آلة التدمير والقتل والحرق الاسرائيليّة لم تُوفّر أي وسيلة في هذا الإطار، وطالت أكثر من أربعين ألف شجرة زيتونٍ معظمها معمر. نحن نتحدث عن شجر زيتون عمره مئتين أو مئتين وخمسين سنة قضي عليها جراء القصف المتعمد لهذه المحاصيل والنبات الحرجي الذي نحتاج اليه في لبنان والمنطقة، خصوصا في ظل المتغيرات المناخية".


وتابع: "طبعا، القصف الفوسفوري لم يقتصر على شجر الزيتون فحسب، بل تعداه ليطال المساحات الشاسعة من الاحراج، وأنواعاً أخرى من المزروعات مثل التبغ والثروة الحيوانية. اليوم، نحن بصدد وضع أرقام حول نسب نُفوق عددٍ من الدواجن والحيوانات، وهذا كلّه تكبّده المزارع والمواطن اللبناني".


وعن السموم التي طالت المزروعات المثمرة نتيجة القصف الاسرائيليّ، قال: "لكي نكون علميّين وواضحين، راسلت أوّل من أمس، منظمة "الفاو" ممثلة بأمينها العام في روما، وتقدمت بطلبَين أساسيَّين: اولا تدخل سريع ومباشر لمساعدة المزارعين المتضررين على طول الحدود في الجنوب 112 كيلومتراً، وثانياً تشكيل لجنة فنية بحثية طارئة لمنظمة "الفاو" لديها خبرات عالية جداً من أجل فحص نتائج الفوسفور الذي أطلق على الاراضي اللبنانية، سواء على المزروعات أو الاشجار والثمار".


اضاف: "تشير نظريات علمية الى ان نسبة الاوكسجين العالية تخفف الضرر، وأتمنى على الاعلام أن يلامس الامر من بوابة علمية حقيقية ولننتظر هذه الفحوصات والابحاث حتى يُصار إلى وضع الامور في نصابها واطلاع الرأي العام اللبناني والعالمي. فقد أرسلنا شكوى إلى الامم المتحدة ومجلس الامن بهذا الخصوص لأننا اصحاب حق، ومن حقنا أن ندافع عن ارضنا وشعبنا واهلنا بكل الوسائل المتاحة، وطبعاً، الشكوى للأمم المتحدة هي شكلٌ من أشكال المقاومة بوجه هذا العدو المحتل".


وعن وضع الخطط لمساعدة المزارع، قال الحاج حسن: "لا يمكن لنا إلا أن نقف إلى جانب مزارعينا واهلنا، وتحديداً في الجنوب، حيث يعتبر صمودهم على التخوم والثغور انتصاراً بحدّ ذاته. لقد طلبت في مجلس الوزراء، رغم التعثّر المالي، إيلاء المزارعين المتضرّرين الاهتمام، وهذا لا يعني أنّ المزارعين في المناطق الاخرى أمورهم جيّدة، فالقطاع يُعاني بشكلٍ عام، لكن اليوم النظر والعين على الجرح في الجنوب".


واشار الى ان "هناك 11 ألف مزارع ستشملهم مساعدات "الفاو" بحسب ما أكدته لنا المنظمة بشخص مديرها العام وممثلها في لبنان، كما أنّ خطة الطوارئ الحكوميّة لحظت هذا الأمر. وعندما تسمح الظروف، تجري فرق عملنا وفرق لجنة الطوارئ الاحصاءات على الارض كي يُصار سريعاً إلى دفع التعويضات المباشرة".


وتابع: "نحن لا يمكن ان نبقى صامدين ومقاومين إذا لم نعد زراعة الزيتون، وقدرنا أنّ إسرائيل تدمر ونحن نعمر ونزرع. لذلك، ستطلق وزارة الزراعة قريباً خطة تخصّ المناطق الحدودية، فنزرع مكان كلّ شجرة احترقت عشر أشجارٍ كي نقول للعالم إنّنا مصرون على زرع أشجارنا حتى آخر نقطة صفر على الحدود لتثمر للاجيال القادمة".


وعن الصرخة التي أطلقها مزارعو الزيتون من أجل مساعدتهم، قال: "الحل بانتظار إتمام عمليّة القطاف في لبنان، ونحن على تواصل مع الوزارات المختصة ومع التعاونيات والنقابات واتحادات النقابات العاملة في قطاع الزيتون للبحث في المحافظة على سعر زيت الزيتون والحؤول دون ارتفاعه معين".


وعن تأثير سموم القصف الاسرائيليّ على جودة حبة الزيتون والزيت، قال: "سنجري عمليات بحث لمعرفة مدى الضرر. والاهم اليوم أنه ما زال هناك مساحات واسعة من الزيتون لم تقصف إنّما لا قدرة للمزارعين على الوصول إليها بسبب الاعتداءات الاسرائيليّة، فآخر شابَّين استشهدا كان ذنبهما محاولة تأمين لقمة عيشهما. إنّه لشرف كبير لنا في لبنان، أنّنا ما زلنا نحافظ على إنتاجنا ولكن ما يمنعنا من إعداد الإحصاءات كوزارات مختصّة هي الاعتداءات الاسرائيلية.


وعما إذا كان مخزون القمح كافياً في حال تطوّر الوضع، قال: "إنّنا كحكومةٍ لبنانيّة ملزمون بشراء القمح المزروع في لبنان حتّى ولو كان بنسب قليلة. وكوزارة زراعة كل الأرقام والأعداد وطلبات المزارعين جاهزة لكي ندفع لهم، ودولة الرئيس ميقاتي أكّد أنّنا سنشتري وسيتمّ تفعيلُ الموضوع بين مجلس الوزراء وتحديداً رئاسة الحكومة ووزارة المال ليصارَ إلى الشراء. لقد فكّرنا منذ سنة ونصف السنة بزرع القمح في لبنان، وان يكون لدينا مخازن تكفي لاربعة او خمسة اشهر، وهذا امر تحقيقه سهل جدا".

MISS 3