عاد بايرن ميونيخ أقوى وأشرس، لم يهزّه وباء "كورونا" أو يُضعف من إرادته وصلابته، لم يتأثّر بغياب لاعبيه عن الملاعب لأكثر من شهرَين وابتعادهم عن التمارين والمباريات. عاد ليُسقط خصومه واحداً تلو الآخر في طريقه الى اللقب المحلّي الثامن على التوالي، والثلاثين في تاريخه العريق الذي يعود الى 120 عاماً.
بالأمس إلتهمَ الفريق البافاري ضيفه فورتونا دوسلدورف بخماسية نظيفة، ليحقق رقماً قياسياً تاريخياً في الدوري الألماني بإحرازه 86 هدفاً في أول 29 مباراة من الموسم، كما واصلَ مهاجمه البولندي الفذّ روبرت ليفاندوفسكي "إبداعاته" بعدما نجحَ في التسجيل في مرمى كلّ فرق "البوندسليغا" الـ 18 لهذا الموسم، كان آخرها هدفان في شباك دوسلدورف، ليرفع رصيده الى 29 هدفاً في صدارة هدّافي دوريات أوروبا الخمس الكبرى (بفارق 5 أهداف عن مهاجم لايبزيغ تيمو فيرنر)، و43 هدفاً في مختلف المسابقات هذا الموسم، ويفضّ الشراكة بينه وبين مهاجم لاتسيو الإيطالي شيرو إيموبيلي.
في المقابل، تابع زميله الدولي توماس مولر تعزيز تربّعه على عرش قائمة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف "أوروبياً" هذا الموسم، بعدما موّن زملاءه حتى الآن بـ 18 تمريرة حاسمة، متفوّقاً على جميع نجوم القارة العجوز، وأصبح على بُعد ثلاثة أهداف فقط من معادلة الرقم القياسيّ المسجّل باسم البلجيكي الدولي كيفن دي بروين في صناعة الأهداف خلال موسم واحد.
وفي الحديث عن الأرقام والإنجازات البافارية، لا يمكن إلا رفع القبّعة إحتراماً للمدير الفنّي هانز فليك الذي أصبح أول مدرّب لبايرن يفوز في 22 من أول 25 مباراة يُشرف عليها، متفوّقاً على رقم الإسباني جوسيب غوارديولا القياسيّ بالإنتصار 21 مرة.
وفي الختام، لا بدّ من التأكيد بأنّ نجاح النادي الألماني في الإحتفاظ بحارسه العملاق مانويل نوير (34 عاماً و92 مباراة دولية) حتى العام 2023 بعد أسابيع طويلة وشاقة من المفاوضات، سيمنحه قوّة إضافية في طريقه باتجاه الألقاب الداخلية والخارجية، لما يتمتّع به هذا الحارس من طاقات وقدرات فنّية هائلة، إذ ذاد نوير عن شباك فريقه في 374 مباراة منذ إنضمامه إلى صفوفه قادماً من شالكه العام 2011، وقد اهتزّت شباكه 266 مرّة (بمعدل 0,71 هدف في المباراة الواحدة)، وحافظ على نظافة شباكه 189 مباراة.
