لم يهدأ الشارع الفلسطيني في لبنان، إذ منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول، وبدء العدوان الإسرائيلي على غزة، هبّ أبناء المخيمات لنصرتها، ونظّموا المسيرات الشعبية والوقفات الاحتجاجية والاعتصامات التضامنية ورفعوا الصوت عالياً لوقف العدوان فوراً.
ومن المتوقع أن تزداد النشاطات تزامناً مع انعقاد القمة العربية الطارئة غداً السبت في الرياض - المملكة العربية السعودية التي ترأس الدورة الحالية الـ 32، تلبية لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للبحث في العدوان الإسرائيلي على غزة والخطوات الواجب اتخاذها تجاه القضية الفلسطينية ككل.
"نريد وقف العدوان وبلسمة الجراح وإدخال المساعدات الإغاثية والصحية والتموينية فوراً"، هذا ما تجمع عليه القوى السياسية الوطنية والإسلامية على إختلافها، كما أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان من جنوبها إلى شمالها وفي القلب منها العاصمة بيروت، "لأنّ مشاهد المجازر الإسرائيلية تدمي القلب وتدمع العين، ولا يمكن أن تمحى من الذاكرة".
وطالب مسؤول العلاقات الوطنية لحركة "حماس" في لبنان أيمن شناعة عبر "نداء الوطن" القمة "باتخاذ قرارات حاسمة تكون على مستوى المجازر والإجرام والإرهاب الإسرائيلي على غزة ووقف العدوان فوراً، ودعوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للضغط على إسرائيل لوقف جرائمها وإبادة المدنيين، وفتح معبر رفح وإدخال المواد الطبية والإغاثية والإنسانية بأي طريقة ممكنة وعدم انتظار الإذن من إسرائيل، وقطع كل علاقة مع الكيان وطرد السفراء".
ورغم فداحة الخسائر البشرية والمادية، يقتنع أبناء المخيمات أنّ عملية "طوفان الأقصى" أعادت القضية إلى مركزيتها ومحوريتها، بعدما كادت تتحوّل قضية فلسطينية بحتة مثل أي قضية عربية أخرى، وقد آن الأوان أن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ويقول الناشط الفلسطيني عاصف موسى لـ"نداء الوطن" إنّ "العتب كبير على القمة العربية لأنها تأخرت بعقد اجتماعها الطارئ. فلسطين تستحق كل اهتمام وهي كانت وستبقى القضية المركزية للعرب والمسلمين، ولكننا نقول أن تأتي متأخّراً أفضل من أن لا تأتي أبداً". وطالب "القادة بموقف حاسم وحازم بالضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان على غزة فوراً والإسراع بمدّ يد العون لشعبنا في غزة والضفة وكل فلسطين، وتأمين الإغاثة السريعة أمام هول الكارثة الإنسانية والمجازر الدموية ومساعدة القيادة الفلسطينية في تحقيق أهدافنا بالتحرير والحرية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويجب فك الحصار وفتح المعابر وإطلاق الأسرى".
ويخشى أبناء المخيمات "أن تتكرّر نكبة فلسطين مجدّداً بشكل مصغّر في غزة، من خلال المخطط الإسرائيلي المدعوم أميركياً وغربياً بتهجير السكان إلى رفح المصرية، ثم الضفّة الغربية إلى الأردن وصولاً إلى توطين المقيمين في الدول العربية لشطب حق العودة، ويدعون مصر والأردن "إلى الثبات على موقفهما الرافض لتصفية القضية".
ويقول علي الخطيب: "نموت على مرأى ومسمع من العالم أجمع ولا أحد يحرّك ساكناً، وفوق ذلك نعاقب بالترحيل خارج القطاع، ولكننا لن نفعل وسنصمد في الأرض، ونعتبر القمة العربية محطة مهمّة لبناء موقف عربي سياسي موحّد أولاً ثم عالمي رافضاً لاستمرار العدوان".
بالمقابل، يوضح مسؤول العلاقات السياسية لـ"حركة الجهاد الاسلامي" في منطقة صيدا عمار حوران "أنّنا لا نعوّل على نتائج القمة العربية بل على بنادق المقاومين في غزة الذين سيحققون النصر الحتمي"، قائلاً: "من يريد مساعدة غزة وبلسمة جراح أبنائها لا يتأخر أكثر من شهر ليأخذ موقفاً، ولم تفتح المعابر ولم تدخل المساعدات الإغاثية والصحّية وقت الحاجة والأهمّ لم تأت الجيوش العربية لنصرة فلسطين ومقاومتها، اننا نعتمد على سواعد المجاهدين وبنادقهم في تحقيق النصر وتحرير الأرض ودحر الإحتلال".