جورج الهاني

الأخلاق هي المطلوبة لا الإحتراف

29 تموز 2019

10 : 31

يتردّد في الآونة الأخيرة على لسان فاعليات رسمية وأهلية وزملاء صحافيين وإعلاميين أنّ المدخل الوحيد للوصول الى رياضة سليمة ومُنصفة تحفظ حقوق الإتحادات والأندية واللاعبين على السواء هو الإحتراف، في حين أنّ ما يحمي الرياضة فعلاً ويصون كرامات الذين يزاولونها أو يتعاطون بها هي الأخلاق وحدها، وقبل أيّ شيء آخر.

لا يكفي أيّ مسؤول رياضيّ لبناني أن يكون نافذاً أو مقتدِراً مالياً أو يملك رؤية ومشروعاً واضحَين لإتحاده أو لناديه كي يحبّه الناس ويحترموه ويصفّقوا لنشاطه وإنجازاته، فالأهمّ من هذا كله أن يكون هذا المسؤول أخلاقياً في قراراته وفي التزاماته وفي تعاطيه مع الآخرين، كما يجب أن تكون روحه رياضية، بحيث يستمع الى الإنتقادات البنّاءة التي تُوجّه إليه ويعمل بها، فيُصحّح ما يمكن إصلاحه ويُبطل ما لزُمَ إبطاله. كذلك عليه أن يكون حكيماً وعادلاً، فيضع الشخص المناسب في المكان المناسب حتى لو كان هذا الشخص من خارج بيئته ومنطقته وحزبه، فالكفاءة والجدارة يجب أن تبقيا الجوهر والأساس في كلّ التعيينات الإدارية والفنية بعيداً من سياسة التشفي وتصفية الحسابات القديمة التي لا توصل إلا الى مزيد من الإنقسامات والتصدّع في الجسم الرياضي اللبناني المُنهك أصلاً لكثرة ما أصابه من استنزاف في الطاقات والقدرات.

فيا أيها المسؤولون الرياضيون، دعوا موضوع الإحتراف جانباً بما أنه صعب التطبيق حالياً لأسباب عدة، واستبدلوه بالأخلاق الرياضية التي يمكن التحلّي بها أمس واليوم وغداً، فلا قيام لإتحاد أو ازدهار للعبة إلا من خلال التفهّم والتفاهم بين الجميع أينما كانوا في مواقع متناقضة أو مختلفة.


MISS 3