الراعي يبادر لمساعدة اللبنانيين النازحين من الجنوب

13 : 26

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم في الصرح البطريركي ببكركي، مؤتمر الإعلان عن "اليوم العالمي للفقير" الذي اطلقه قداسة البابا فرنسيس بعنوان "لا تحول وجهك عن الفقراء"، داعيا الكنيسة الى احيائه، بحضور راعي ابرشية طرابلس المطران يوسف سويف، أمين عام مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الأب كلود ندره، رئيس "كاريتاس لبنان" الأب ميشال عبود، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات الام انطوانيت سعادة، امين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأب يوسف نصر، مديرة جمعية مار منصور دوبول ايللا بيطار وممثل عن منظمة oeuvre d’orient .


استهل المؤتمر بكلمة للراعي قال فيها: "نحن اليوم نستعد للاحتفال باليوم العالمي السابع للفقير يوم الأحد المقبل في الصرح البطريركي في بكركي وفي جميع الرعايا والأبرشيات، ولكي نعيش هذا اليوم بمفهوميه الروحي والاجتماعي".


أضاف: "المفهوم الروحي نعني به خدمة الفقير التي تعني كل مسيحي بحكم مسيحيته ومسؤوليته ذلك أن الحياة المسيحية هي قائمة على اسس ثلاثة. الأساس الاول وهو سماع كلمة الله التي تعرفني الى وجه المسيح وهذا يعني نيل نعمة الخلاص والفداء من خلال خدمة الليتورجيا والأسرار. ولكن هذا الأمر لا يكفي لأن علي الانطلاق من القداس والاحتفال بسر المسيح الذي قدم ذاته ذبيحة فدا لكل الناس وقدم ذاته طعاما ومشربا لكل النفوس وهذا يعني انه عندما اترك القداس علي عيش هذه المحبة الاجتماعية. لذلك واجب على كل مسيحي ان يعيش هذا البعد وان يعتني بالإخوة المحتاجين الجائع والعطشان والعريان والغريب والمريض والأسير ليس بالمفهوم المادي فقط وإنما أيضاً بالمفهومين الروحي والمعنوي".


وتابع: "طريقنا الى الله تمر عبر الإنسان في حاجاته. وهذا اليوم الذي انشأه البابا فرنسيس قرره ليكون ملزما لكل مسيحي بحسب امكانياته ونتذكر في الإنجيل المرأة التي قدمت الفلس وهي قدمت كل ما تملك ومدحها الرب يسوع لأنها أعطت أكثر مما تملك. نحن عندما نقول الكنيسة نفكر برجال الدين والمؤسسات الكنسية، نعم هم على حق ولكن كل واحد منا من موقعه وحالته مسؤول عن مساعدة الفقير".

وقال: "الكنيسة لا تتراجع اطلاقا، ونحن في اجتماع مجلس البطاركة والأساقفة نشدد على الدوام على دورنا ككنيسة ومؤسسات تابعة لها للعمل على مواجهة ما يعاني منه شعبنا. وهذا الاجتماع الذي عقدناه منذ مدة قررنا خلاله إعطاء معنى ودفع أكبر لهذا اليوم العالمي للفقير مع العالم كله في 19 الحالي. لقد رأينا ان الحاجات تزداد ونحن مهددون بالحرب الدائرة الى جانبنا وأهالينا نزحوا من بيوتهم في الجنوب اي المزيد من الفقر".


أضاف: "ان المؤسسات والعمل الاقتصادي متوقف فقررنا مبادرات إضافية وإقامة الاحتفال يوم الأحد، والطلب من كل الرعايا والأبرشيات تقديم مبالغ من الأموال بقدر امكانياتها وتقديم الصواني يوم الأحد لمساعدة أهلنا في الجنوب. كما تم الاتصال بكل مؤسساتنا في هذا الإطار أيضاً. وأنتم تعلمون كيف ان هذه المؤسسات لم تقفل أبوابها بوجه أحد من مستشفيات ومدارس وجامعات، ونحن نعلم ماذا في الداخل. ومن كاريتاس لبنان طلبنا أيضاً المشاركة والمساهمة هذا الجهاز الاجتماعي الرعوي الرسمي للكنيسة وللمساعدات الخارجية التي والذي يعمل وفق برامج متنوعة".


وختم: "يوم الأحد 19 هو يوم صلاة وتفكير ومحبة لكي نكون بجانب كل فقير سواء لدواء أو استشفاء اوغيره. هذه الغاية التي من اجلها قمنا بهذا المشروع بالتعاون مع oeuvre d’orient التي تساعد لبنان في المدارس والجامعات وحقول كثيرة. لقد ارادوا العيش معنا في هذا اليوم حيث التجمع الأكبر في بكركي، وقداسات الرعايا ستكون موجهة لهذا الموضوع والعنوان الأكبر ما قاله قداسة البابا "لا تحول وجهك عن الفقير"، هذا موجه لكل واحد منا، وعلينا ان نعطي السمع والعاطفة والسؤال وليس المال فقط اذ لا يمكنني إدارة وجهي للمحتاج".


وكان مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو ابو كسم قدم للمؤتمر، مؤكداً أن "الكنيسة كانت ولا تزال وستبقى أما للفقراء ولأبنائها".

ثم تلا الأب ندره نداء اليوم العالمي السابع للفقراء الذي أصدره مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان في دورته العادية السادسة والخمسين، والذي دعا الى "مساعدة الفقراء والوقوف الى جانبهم وتأمين عيشهم بكرامة في ظل تقاعس الدولة وعدم تلبيتها للحد الأدنى من مقومات عيش الإنسان بكرامة في لبنان وسط ما يشهده من أزمات وصعوبات ولعل أهمها تداعيات الحرب في غزة وتأثيرها المباشر على ابناء القرى الجنوبية ما دفعهم الى ترك ارضهم وبيوتهم والنزوح".


سويف


وكانت كلمة للمطران سويف المنتدب من مجلس البطاركة والأساقفة لخدمة المحبة في الداخل والخارج، شدد فيها على "اهمية التحضير لليوم العالمي للفقير يوم الاحد المقبل"، مؤكدا "اهمية هذا اليوم وتميزه بالنسبة للكنيسة في لبنان التي تعيش اختبار الفقير ومساعدته منذ عهود ولكنها اليوم وبوحي من كلام قداسة البابا فرنسيس "لا تحول وجهك عن الفقير"، وبروح مجلس البطاركة والأساقفة حيث كان النداء اطلقت الصرخة لذواتنا ومن ثم للناس وللمسؤولين والقيمين انها صرخة باسم الفقراء ليس فقط في لبنان وانما في المنطقة كلها".


وقال: "يوم الأحد هو يوم صلاة للإحتفال بذبيحة الإفخارستيا والمحبة من خلال شهادات محبة والشكر للمؤسسات التي تحرك قضية المجتمع في قلب الكنيسة. على صعيد الكنيسة لا يمكننا ان نكون معمدين ونمر بشكل لامبال على اخوة فقراء. الإيمان يقتضي المبادرة الحسنة مع اي فعل وعلاقة الحب العامودية مع الله لا تكتمل من دون العلاقة الأفقية الجيدة مع اخي الإنسان. وهذا اليوم هو يوم انساني عالمي وليس كنسيا فقط، وهذه روحانية كل الأديان وليس المسيحية فقط".


وختم: "نحن في ازمة اقتصادية خانقة وهذا اليوم هو يوم صلاة ودعوة لكل مسؤول، وإننا ننحني امام الشعب اللبناني ولا سيما المغترب منه والذي مع الأزمة الخانقة التي نمر بها، لم يترك اهله بل قدم ولا يزال المساعدة التي ساهمت في ابقاء لبنان بخير. كذلك قدمت الكنيسة مبادرات كثيرة ايضا ساعدت اللبنانيين على الصمود، ولكن نكرر أنه لا يمكن للكنيسة ان تحل محل الدولة المعنية هي بالفقراء وبكل الناس. وبالتالي لا يمكننا اليوم العمل للخير الخاص فهذه قمة الانانية بل على الجميع العمل للخير العام، وان يكون الأحد يوم صحوة لكل المعنيين والمسؤولين لعيش روح التضامن والأخوة وليس الفئوية الضيقة".


سعادة


من جهتها، شددت الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات على "دور المؤسسات الكنسية في مساعدة الفقراء ومحاربتها في سبيل الصحة والتعليم والاستشفاء"، لافتة الى ان "غرق المؤسسات الكنسية سيغرق معه الآلاف من الفقراء والذين يعملون معها من أطباء ومهندسين وعاملين وممرضين وغيرهم، فالرزوح تحت عبء الحاجة والعوز لن يرحم احدا. لذلك نحن نجدد التزامنا بمحاربة الفقر بكل ما اتيح لنا من وسائل".


بيطار


أما مديرة جمعية مار منصور دي بول فقالت: "الجمعيات الكنسية لا يمكنها القيام مكان الدولة المتقاعسة. وهذه الجمعيات لم تقفل ابوابها يوما في وجه المحتاجين على انواعهم، وهي تؤكد انها لن تستسلم ابدا وستبقى ابوابها مفتوحة امام المتألم والمحتاج وستساعد الإنسان للعيش بكرامته".


نصر


بدوره، قال الأمين العام للمدارس الكاثوليكية: "أن الأزمات المتلاحقة التي تضرب لبنان وآخرها الحرب في غزة، تسببت بإقفال مدارس كاثوليكية وتداعياتها باتت خطيرة على المجتمع اللبناني كله. المجتمع التربوي مهدد بالإفلاس وعلينا التحرك لإنقاذه والا سنخسر ثروتنا الشبابية المثقفة والمنتجة".


أضاف: "هذا القطاع المهدد يصارع الموت ولكننا سنجدد ونؤكد انه لن ينهار ولن يتوقف بفضل الخيرين الذين آمنوا بلبنان وأبنائه المثقفين ومدارسه التي لم تبخل يوما بعطاءاتها وسط أصعب الظروف. كلنا مدعو للمشاركة يوم الأحد، في هذا اليوم المهم للمساعدة ودعم كل المحتاجين على اختلاف مشاربهم".


"كاريتاس"


وفي الختام، عرض بيتر محفوظ من "كاريتاس لبنان" للآلية اللوجستية يوم الأحد، والبرنامج وتنظيمه، والذي ينطلق عند الثامنة صباحاً.

MISS 3