إضطراب دورة الملح الطبيعية على كوكب الأرض

02 : 00

بدأت النشاطات البشرية تزيد سخونة الكوكب، وتُعرّض الحياة البرية للخطر، حتى أنها قد تغيّر دوران الأرض. لكن يبدو أننا نواجه اليوم أثراً سلبياً آخر على مستوى دورة الملح الطبيعية للأرض.



توصل عمليات جيولوجية وهيدرولوجية الملح إلى سطح الأرض طبيعياً خلال فترات زمنية طويلة، لكننا بدأنا نسرّع هذا التدفق الطبيعي بسبب مشاريع التعدين، وتطوير الأراضي، واستعمال أملاح الطرقات لتذويب الجليد.

جمع باحثون من جامعات «ميريلاند»، و»كونيتكت»، و»فيرجينا» للتكنولوجيا، ومعاهد أخرى، خبراتهم لتوثيق ما يعتبرونه «تهديداً وجودياً» على إمدادات المياه العذبة.

حلل الباحثون مجموعة متنوعة من الأملاح المختلفة (لم يكتفوا بكلوريد الصوديوم الذي يستعمله معظم الناس في الطبخ) داخل بيئات متنوعة، منها مساحات تتركز فيها كميات كبيرة من الملح في الأنهار والأتربة. حتى أن أحداثاً محددة، مثل جفاف البحيرات، بدأت تؤثر على كميات الملح في الهواء.

يقول عالِم البيئة جين ليكنز من جامعة «كونيتكت»: «منذ عشرين سنة، كنا نكتفي بدراسة الحالات. استطعنا أن نتأكد من أن المياه السطحية مالحة هنا في نيويورك أو في إمدادات مياه الشرب في بالتيمور. أما اليوم، فنحن قادرون على إثبات اضطراب هذه الدورة، من عمق الأرض إلى الغلاف الجوي، بسبب النشاطات البشرية». توصلت الدراسة الجديدة إلى استنتاجات عدة، أبرزها أن 2.5 مليار فدان من التربة حول العالم تأثّرت بظاهرة التملّح التي صنعها البشر، وأن الملح المستعمل لتذويب الجليد على الطرقات بدأ يتسلل إلى الهواء أيضاً.

تُعتبر زيادة ملوحة المياه العذبة من أكبر المخاوف المطروحة. إذا استمرت هذه النزعة، قد تزداد صعوبة إيجاد مياه شرب كافية لسكان العالم، من دون أن نتطرق إلى الأضرار التي تؤثر على الحيوانات ومواطنها.

يقول عالِم الجيولوجيا سوجاي كوشال من جامعة «ماريلاند»: «إذا اعتبرنا الكوكب كائناً حياً، لا مفر من أن تتأثر وظيفة أعضائه الحيوية أو أنظمته البيئية عند تراكم كمية مفرطة من الملح».

تؤثر مستويات الملح على جوانب الحياة بدرجة تفوق ما نتصوره، بدءاً من كمية الثلج في أعلى الجبال وصولاً إلى تعرّض الناس للأمراض التنفسية.

يدعو الباحثون إذاً إلى تكثيف الجهود لتقييم أثر النشاطات البشرية على دورة الملح وتقليص تلك الآثار: يمكن البدء بالملح الموزع على الطرقات الأميركية بقيمة 54 مليار دولار سنوياً. في مطلق الأحوال، لا بد من زيادة الدراسات والتنظيمات في هذا المجال.

في النهاية، يستنتج كوشال: «إنها مسألة بالغة التعقيد لأن الملح لا يُعتبر من أبرز ملوثات مياه الشرب في الولايات المتحدة. سيكون تنظيم هذه العملية مشروعاً ضخماً إذاً. لكني أظن أن كمية هذا العنصر بدأت تبلغ مستويات ضارة في البيئة».

نُشرت نتائج البحث في «مراجعات الطبيعة للأرض والبيئة».


MISS 3