قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إن الصندوق «يدرس بجدّية» زيادة محتملة لبرنامج القروض لمصر البالغ 3 مليارات دولار نتيجة الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن حرب إسرائيل على غزة.
وأضافت جورجيفا - في مقابلة أجرتها معها رويترز على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ- أن الصراع «يدمّر» سكان غزة واقتصادها، وأن له «آثاراً خطيرة» على اقتصاد الضفة الغربية، ويشكل أيضاً صعوبات للدول المجاورة، مصر ولبنان والأردن، من خلال الخسائر في إيرادات السياحة وارتفاع تكاليف الطاقة.
وتابعت «تأثير الحرب بين إسرائيل وحماس على الاقتصاد العالمي محدود للغاية»، لكنّها حذرت من أن هذا التأثير قد يزيد في حالة وقوع صراع طول الأمد، وفق تعبيرها.
كما حذرت جورجيفا من أن إسرائيل ستشهد تباطؤاً اقتصادياً. وكانت مديرة صندوق النقد قالت -غداة بداية حرب إسرائيل على غزة في تشرين الأول الماضي- إن هذه الحرب «تهدّد بإضافة مزيد من القتامة على أفق الاقتصاد العالمي الغائم بالفعل».
وقبل اندلاع الحرب على غزة، قالت جورجيفا إن مصر «سوف تنزف» احتياطياتها الثمينة ما لم تخفض قيمة عملتها مرة أخرى، بينما أشادت بالخطوات الأخرى التي اتّخذتها مصر - التي تعدّ ثاني أكبر مقترض من الصندوق- لتصحيح اقتصادها.
وخفّضت مصر قيمة الجنيه 3 مرات منذ أوائل عام 2022، إذ فقدت العملة ما يقرب من نصف قيمتها مقابل الدولار. وقالت جورجيفا إن مصر تؤخّر ما لا مفرّ منه، وكلّما طال الانتظار، أصبح الأمر أسوأ.
وتواجه مصر أزمة اقتصادية وسط تضخّم قياسيّ ونقص حادّ بالعملة الأجنبية، إضافة إلى أن ارتفاع الاقتراض على مدى الأعوام الثمانية الماضية جعل سداد الديون الخارجية عبئاً مرهقاً بشكل متزايد.
وسجّل التضخّم الأساسي في مصر 38.1% على أساس سنوي في تشرين الأول الماضي مقابل 39.7% في أيلول الماضي.
وحذّرت تقارير غربية وإسرائيلية من أن اقتصاد إسرائيل لن يصمد طويلاً إذا طال عدوان الاحتلال على قطاع غزة.
آخر هذه التحذيرات أطلقتها صحيفة واشنطن بوست عندما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن استمرار الحرب لمدة أطول من 3 أشهر سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد الإسرائيلي، نظراً إلى العدد الكبير من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للمشاركة في الحرب على القطاع (أكثر من 300 ألف شخص).
ولم تكن واشنطن بوست وحدها من أطلق جرس الإنذار، فقد توقّع تقرير بموقع بلومبيرغ أن يؤدي امتداد الحرب إلى مزيد الضغوط على المالية العامة مع توسيع تكلفتها.
أما فورين بوليسي فنشرت مقالاً قبل أيام اختارت له عنوان «اقتصاد إسرائيل في زمن الحرب لن يصمد إلى الأبد»، ويضاف ذلك كله إلى عدد من التقارير الإسرائيلية التي حذّرت من أن هذه الحرب تقرّب إسرائيل من تباطؤ اقتصادي حادّ.