فيما تُثير المُعارضة المتنامية من قِبل بعض المشرّعين الجمهوريين لاستمرار دعم كييف بالزخم ذاته، مخاوف القيادة الأوكرانية، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ واشنطن ستُقدّم المزيد من الدعم لأوكرانيا، خلال زيارة غير مُعلنة إلى كييف أمس، هدفت إلى طمأنتها في شأن استدامة دعم واشنطن في مواجهة الغزو الروسي.
وزار أوستن مقرّ السفارة الأميركية في كييف قبل أن يُطمئن زيلينسكي خلال لقائهما الى أنّ الدعم الأميركي لن يتوقف. وقال أوستن للرئيس الأوكراني إنّ «الرسالة التي أحملها لك اليوم (أمس) هي أن الولايات المتحدة الأميركية إلى جانبك، وسنبقى معك لفترة طويلة»، مؤكداً أن «ما يحدث هنا في أوكرانيا، لا يهمّ أوكرانيا وحدها، بل يهمّ سائر العالم. ويهمّ بالتأكيد الولايات المتحدة الأميركية».
من جهته، أشاد الرئيس الأوكراني بزيارة وزير الدفاع الأميركي، معتبراً أنها «مؤشّر مهمّ لأوكرانيا». وشكر زيلينسكي الكونغرس وكذلك الشعب الأميركي على الدعم. وقال خلال لقائه أوستن: «نعتمد على دعمكم». وهذه الزيارة إلى كييف عبر قطار من بولندا، هي الثانية لوزير الدفاع الأميركي منذ الغزو الروسي في شباط 2022.
ميدانيّاً، وفي أحد المحاور المهمّة للهجوم الأوكراني المضاد قرب خيرسون، حيث تمكّنت قوات كييف من الحصول على موطئ قدم على الضفّة اليسرى لنهر دنيبرو التي يحتلّها الروس، أفادت هيئة الأركان العامّة الأوكرانية بأنّ القوات الأوكرانية «تواصل التمسّك بمواقعها».
وأدّى قصف موقف للسيارات في خيرسون إلى مقتل شخصَين وإصابة آخرَين بجروح في الصباح، حسبما ذكرت الإدارة الإقليمية. وتتعرّض هذه المدينة الكبيرة الواقعة في الجنوب للقصف بشكل شبه يومي من قبل الجيش الروسي. وفي نيكوبول (جنوب شرق)، قُتلت إمرأة وأُصيب رجل بقصف مدفعي، بحسب السلطات.
أمّا في الشرق، فيواصل الجيش الروسي محاولاته لتطويق مدينة أفدييفكا الصناعية في منطقة دونيتسك التي تعرّضت لهجمات مكثّفة في الأسابيع الأخيرة.
من جهة أخرى، تعهّد الرئيس البولندي أندريه دودا تقديم «دعم سياسي» لفنلندا بعدما أغلقت هلسنكي معابر حدودية مع روسيا ردّاً على تزايد أعداد المهاجرين الوافدين. ووصف دودا الأمر بأنه «هجوم هجين» وشبّهه بالوضع على الحدود الشرقية لبولندا مع بيلاروسيا.
ولدى استقباله نظيره الفنلندي سولي نينيستو في وارسو، قال الرئيس البولندي: «للأسف لدينا أكثر من عامين من الخبرة في الدفاع عن حدودنا في مواجهة ضغوط الهجرة»، مضيفاً: «يُمكن لفنلندا الاعتماد بشكل مطلق على الدعم السياسي البولندي»، وأيضاً على «تبادل خبراتنا».
في المقابل، نفت روسيا صحّة ما اتّهمتها به فنلندا التي حمّلتها مسؤولية تدفّق المهاجرين غير الشرعيين إلى حدودها، كما حذّرت هلسنكي في وقت سابق من أن فنلندا يُمكن أن تُغلق كلّ معابرها الحدودية مع روسيا. وقال مساعد وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو إنّ «قراراً كهذا سيتعارض بوضوح مع المصالح الوطنية الفنلندية».
على صعيد أوروبي آخر، أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ من سراييفو أن «الخطاب الانفصالي» لروسيا وتدخلها «الخبيث» في البوسنة يُثير قلق التحالف، مؤكداً دعم الناتو الحازم لسلامة أراضي هذا البلد المقسّم في منطقة البلقان. وبعد البوسنة والهرسك، حيث التقى رئيسة الوزراء بوريانا كريستو، يتوجّه ستولتنبرغ إلى كوسوفو وصربيا ومقدونيا الشمالية، استكمالاً لجولة يقوم بها في غرب البلقان.