وديع عبد النور

هيدا رأيي

فعل تصحيح

22 تشرين الثاني 2023

02 : 00

وديع عبد النور

ما أثير في المؤتمر الصحافي الأخير الذي عقدته راي باسيل، بطلة الرماية على الأطباق من الحفرة الأولمبية، التي حصدت أخيراً تأهّلاً رابعاً للألعاب الأولمبية المقررة السنة المقبلة في باريس إثر فوزها ببطولة آسيا، يجدد المؤكّد أنّ الرياضة هامشية، واللهفة على دعمها حماسية آنية لا يتعدّى مفعولها عموماً مفعول «فورة زجاجة مياه غازية».

لقد وضعت باسيل الأصبع على الجرح حين تطرّقت إلى معضلة التمويل والدعم، ولعلها من فرط استيائها ومعاناتها كغيرها من البطلات والأبطال، أُخذت عن غير قصد إلى مكان ليس من مسؤوليتها أو من شأنها، بل هو سبب ارتكاب طبقة من الإداريين وتخبّطها، وقد وجد بعضهم في ما سلّطت بطلتنا الضوء عليه يشفي غليله من خصومه، لكنه تناسى ربما أنه لا يعفيه من الإنغماس والمساهمة في بلوغ هذا الدرك، ومن واجبه وغيره من هؤلاء «الأشاوس» اجتراح حلّ بدلاً من التمترس خلف صرخة الرياضيين المُحقة.

عموماً، ما طُرح عن معضلة التمويل والدعم ليس بجديد، فعمره من عمر انطلاق الحركة الرياضية في لبنان ومأسستها المتعثرة تدريجاً. وفي ظلّ الأزمة المتفاقمة، يجدر التفكير في اعتماد مسالك أخرى قد تؤدّي الغرض المطلوب وتنعش الآمال.

ولا جديد إذا أشرنا إلى أنّ سبل الدعم والرعاية مقتصرة على بوادر فردية غير منتظمة، وما نشهده من «احتضان» لرياضات قليلة، غالبيتها جماعية تحظى بترويج وشهرة ومبالغ مرصودة لأنشطتها، لا يمكن تعميمه البتة، سيما وانّ هذه الألعاب يستحيل أن تحقق ميداليات عالمية أو أولمبية في المدى المنظور.

وإزاء قلة حيلة القطاع الرياضي الرسمي المتهالك أصلاً ومحدودية موارد اللجنة الأولمبية اللبنانية، خصوصاً في ظل الأزمة الإدارية المتفاقمة والمدمّرة التي تعيشها، معطوفة على الحجز المالي القائم والمبالغ الموفّرة للأيام الصعبة والمحجوزة بدورها في المصارف، دعوة للاتحادات أن تتداعى وترسم خطة جدّية تستشرف المستقبل، وتطرق من خلالها أبواب شركات ومؤسّسات وأفراد مقتدرين يعون دورهم «غير الاستعراضي» في المسؤولية الاجتماعية التنموية، والقطاع الرياضي جزءٌ منها، تفضي بالتالي إلى إنشاء صندوق دعم للبروز الرياضي اللبناني الخارجي وحصد الألقاب، وهو إستثمار طويل المدى تُرسى معالمه وأسسه ومعايير الإفادة منه بنزاهة وتجرّد.

هو بمثابة صندوق دائم يسهر على مقدّراته مجلس أمناء من الطينة عينها يمحض القائمين على الرياضة ثقته. هي خطوة لا بدّ منها كي تستقيم الأمور وتُؤمّن الموارد بانتظام، وإلاّ ستبقى معزوفة التباكي والشكوى الممجوجة، مجرّد كلمات تتكرر وتتكرر... وتتكرر.

**إعلامي ومحاضر أولمبي


MISS 3