بعد زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لكييف الإثنين، حيث أعلن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار، تشمل معدّات للدفاع الجوي، وصل وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى كييف أمس بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لـ»ثورة الميدان» المؤيّدة للديموقراطية والغرب في البلاد، وذلك في إطار «الحجّ الغربي» إلى العاصمة الأوكرانية لتأكيد مواصلة الدعم لها وطمأنتها بأنّها لن تقف وحيدة في مواجهة العدوان الروسي.
وبعد محادثات مع نظيره الأوكراني رستم أوميروف، كشف بيستوريوس حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.3 مليار يورو تشمل 4 أنظمة دفاع جوي من طراز «أيريس تي أس أل أم» وذخائر مدفعية من المقرّر تسليمها عام 2025.
وربط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «ثورة الميدان» التاريخية، بالغزو الروسي لأوكرانيا، واصفاً التظاهرات في «ساحة الميدان» التي أدّت إلى إطاحة الرئيس المدعوم من الكرملين فيكتور يانوكوفيتش بأنها «النصر الأوّل» في الحرب مع روسيا. وحذّر زيلينسكي حلفاءه الغربيين من مغبة تقديم «تنازلات» لموسكو، مؤكداً أنه «إذا بدأ العالم المتحضّر في تقديم أي تنازلات للطغاة، سنخسر جميعاً».
وفي هذا الصدد، أكد بيستوريوس وميشال مواصلة دعمهما لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، إذ قال بيستوريوس بعدما وضع إكليلاً من الزهر في «ساحة الميدان» وسط كييف: «أنا هنا مرّة جديدة أوّلاً للتعهّد بتقديم مزيد من الدعم، لكن أيضاً لأعرب عن تضامننا والرابط العميق الذي يجمعنا، وإعجابنا بالقتال الشجاع والمكلف الذي يُخاض هنا».
من جهته، شدّد ميشال قُبيل وصوله إلى أوكرانيا على أن الهدف من زيارته «هو التعبير عن الدعم القوي للاتحاد الأوروبي»، بالإضافة إلى الإعداد مع زيلينسكي للقمّة الأوروبّية الشهر المقبل، حيث ستُناقش رغبة كييف في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. واعتبر زيلينسكي أن «الاتحاد الأوروبي سيكون جاهزاً لأداء دوره كي تكون النتيجة الشهر المقبل قراراً سياسيّاً لبدء مفاوضات الإنضمام»، فيما قال ميشال لزيلينسكي: «سأبذل كلّ ما بوسعي لإقناع زملائي بأنّنا بحاجة لهذا القرار».
ميدانيّاً، قُتل مدنيان وأُصيب 8 آخرون جرّاء هجوم روسي بواسطة مسيّرات وصواريخ من طراز «أس 300» طال مستشفى ومبنى في منجم كوتلياريفسكا للمعادن ومنشآت مدنية أخرى في مدينة سيليدوف في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، حسبما أكدت كييف. وأشارت القوات الجوية الأوكرانية إلى أنها اعترضت 9 مسيّرات من أصل 10 أطلقتها روسيا، بالإضافة إلى صاروخ «كروز» من طراز «إسكندر». كما أطلق الجيش الروسي 4 صواريخ موجّهة، بحسب كييف.
وفي حين يحاول الجيش الأوكراني تحقيق مكاسب على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو التي يحتلّها الروس في منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا، حيث استعادت كييف مواقع على هذه الضفة وتقوم بتوسيعها، نفى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن تكون القوات الروسية تواجه صعوبات، مدّعياً أن «كلّ عمليات الإنزال الأوكرانية» باءت بالفشل.