عشية الهدنة في حرب غزة، التي ستشمل لبنان، سالت مجدداً دماء الإعلاميين والمدنيين في الجنوب بالقصف الإسرائيلي الغادر، وسط موجة تصعيد بلغت أمس ذروة جديدة. وكان هذا التصعيد في صلب الإحاطة التي قدمتها أمس المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونِتسكا إلى مجلس الأمن حول تنفيذ القرار1701 (2006).
ماذا عن نصيب الجنوب من الهدنة المرتقبة في حرب غزة؟
في معلومات رسمية لـ»نداء الوطن» أنّ هدنة غزة «ستسري على جنوب لبنان، وأنّ «حزب الله» يلتزمها شرط أن تلتزمها إسرائيل أيضاً». وأفادت المعلومات أنه جرى سابقاً البحث بين قيادة الجيش و»الحزب»، من أجل التوصل الى «هدنة تتيح لسكان المنطقة الحدودية جني محاصيل الزيتون وتوضيب محاصيل التبغ، لكن لم يكتب لها النجاح بسبب التصعيد».
ومن الجنوب الى نيويورك، ذكرت أوساط ديبلوماسية متابعة أنّ جلسة مجلس الأمن التي كانت مخصصة لمراجعة تنفيذ القرار 1701 «كانت مناقشاتها روتينية، ولو أنّ الظروف المحيطة بها استثنائية».
وكشفت الأوساط عن انقسام تقليدي في الرأي بين روسيا والصين، من جهة، والولايات المتحدة وبريطانيا، من جهة أخرى، فيما لعبت فرنسا الدور الوسيط بين الفريقين. وقالت الأوساط: «إنّ الفرنسيين تقدموا باقتراح من ثلاثة عناصر صحافية كان يفترض بالمندوب الصيني أن يدلي بها فور انتهاء الجلسة، لكن المندوب الأميركي أصرّ على أن يتضمّن البيان إدانة واضحة لـ»حزب الله» الأمر الذي رفضه المندوبان الصيني والروسي، ما أدى الى التخلي عن فكرة المؤتمر الصحافي الذي كان يفترض أن يعقد بعد انتهاء الجلسة». وكانت هناك تكهنات قبل الجلسة بأن الولايات المتحدة ستسعى الى ادانة «حزب الله» على خلفية إطلاق المحكمة العسكرية محمد عياد المنتمي الى «حزب الله»، والمتهم بقتل الجندي الايرلندي العامل في قوات «اليونيفيل» شون روني في 14 كانون الأول الماضي.
وأخذ مجلس الأمن علماً بالإحاطة التي قدمتها فرونتسكا، التي أعربت عن «قلقها العميق إزاء المواجهات اليومية عبر «الخط الأزرق» منذ الثامن من تشرين الأول الماضي». وقالت إنّ التطورات في الجنوب تلقي الضوء على «أهمية وجود جيش لبنانيّ قويّ ومدعوم دعماً جيّداً لتنفيذ القرار 1701 بشكل ناجح»، ودعت إلى «زيادة الدعم العالمي لمؤسسات الدولة الأمنية».
في موازاة الاحتدام الديبلوماسي الدولي حول لبنان، كانت جبهة الجنوب مسرحاً لمواجهات عنيفة سقط فيها 8 مدنيين، بينهم الاعلامية فرح عمر (25 عاماً) والمصور ربيع المعماري (40 عاماً) وهما صحافيان في قناة «الميادين» التلفزيونية. ولقيت جريمة مصرع عمر والمعماري أوسع استنكار على كل المستويات.
على صعيد آخر، نعت حركة «حماس» في لبنان أحد قيادييها ويدعى خليل حامد الخراز (أبو خالد)، الذي سقط مع ثلاثة آخرين باستهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة مدنيّة على طريق فرعية بين منطقتَي الشعيتية والقليلة قضاء صور.
وفي واشنطن قال البيت الأبيض، إن مجموعة «فاغنر» المسلحة الروسية «تستعد لتعزيز الدفاعات الجوية لـ»حزب الله» أو للنظام في طهران، في إطار «تعاون دفاعي غير مسبوق» بين خصمي الولايات المتحدة.
وفي إطار متصل بـ»حزب الله» نفت «العلاقات الإعلامية في الحزب» ما «نُشِرَ في بعض المواقع الإلكترونيّة ووسائل التواصل الإجتماعي من كلام منسوب» إلى الأمين العام لـ»الحزب» حسن نصرالله يتحدّث فيه عن «شؤون وأوضاع الجبهة في لبنان وغزّة». ووصفت ما نشر بأنه «غير دقيق بتاتاً ومُحرَّف بِشَكلٍ كبيرٍ ومُجتزأ من سياقه الطبيعي». ومن أبرز ما أوردته هذه الوسائل عن نصرالله أنّ حركة «حماس» سيطرت في 7 تشرين الأول الماضي على «مواقع ومستعمرات، ولا وجود لانتهاكات انسانية كما يروّج». وقال: «في بئر السبع وعسقلان لم تنجح هذه الخطة كلياً لأن العدد الذي هاجمت به «حماس» هو حوالى 1400 مجاهد، وهو عدد غير كافٍ. بينما كان المقرر أن يبقى 400 استشهادي في المستوطنات مع رهائن للمساومة». وكرر أنّ «حزب الله» و»محور المقاومة لم يكونا على علم بالعملية». وأضاف: «إن رسالة وصلت الى «الحزب» من القياديّين في غزة محمد الضيف ويحيى السنوار تدعونا الى فتح حرب في جنوب لبنان، فكان الجواب أننا نحتاج للتشاور. لكن طلب من الإخوة بدء استهداف العدو في شبعا». ورأى أن «الحديث عن حرب شاملة في غير محله، لأننا فقدنا عنصر المفاجأة، ولم يتم وضع الحلفاء في الجو».
وخلص الى القول: «نحن في شدّة ولا نعرف من أين يأتي الفرج. وإذا انتهت الحرب الى عدم هزيمة غزة فهذا له تحولاته الكبيرة. إن قلوبنا مطمئنة الى هذا المسار الذي اتخذناه».