يبدو أن مفاوضات تبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحركة «حماس» اقتربت من بلوغ خواتيمها السعيدة، في ظلّ تصريحات أميركية وإسرائيلية وقطرية و»حمساوية» تصبّ في خانة إبرام «صفقة» في أقرب وقت ممكن بانتظار تصاعد «الدخان الأبيض» بعد معالجة بعض التفاصيل الشكلية واللوجستية، فيما أفاد مصدران قريبان من الملف وكالة «فرانس برس» بأنّ الاتفاق سيشمل إطلاق سراح 50 إلى 100 رهينة مدنية، مقابل الإفراج عن 300 إمرأة وطفل تحتجزهم إسرائيل.
وستحصل عملية التبادل على مراحل بمعدّل 10 رهائن إسرائيليين مقابل 30 أسيراً فلسطينيّاً يوميّاً، في وقت أعلن فيه المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة التابع لـ»حماس»، ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة لأكثر من 14 ألفاً و128 شخصاً، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلاً و3 آلاف و920 إمرأة.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن اتفاقاً في شأن الإفراج عن الرهائن بات وشيكاً جدّاً، وقال: «نحن قريبون جدّاً، قريبون جدّاً» من اتفاق، و»سنتمكّن من إعادة بعض من هؤلاء الرهائن إلى عائلاتهم قريباً جدّاً»، مضيفاً: «لا أُريد الخوض في التفاصيل لأنّه لا يحصل شيء إلّا حين يحصل فعليّاً... الأمور تبدو جيّدة راهناً»، في حين كانت قطر التي تقوم بدور الوسيط في هذا الملف قد كشفت سابقاً أن المفاوضات بلغت «أقرب نقطة» ودخلت «مرحلتها النهائية».
وهذه التصريحات تُحاكي ما أدلى به طرفا الحرب، إذ تحدّث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقدّم في ملف الرهائن، مُعرباً عن أمله في أن تكون هناك «أخبار جيّدة قريباً»، بينما أعلن رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» إسماعيل هنيّة من الدوحة أنّ الحركة «تقترب من التوصّل إلى اتفاق» على هدنة.
ومساء، أكد نتنياهو أنّه سيُطلق سراح الرهائن على مراحل، موضحاً أن الحكومة الإسرائيلية تواجه قراراً صعباً، لكنّه القرار الصحيح، ولفت إلى أن القيادات الأمنية تدعم القرار بالكامل وتعتبر أن الاتفاق سيسمح للجيش بالاستعداد لمواصلة القتال، فيما شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أنّه «سنواصل القتال في غزة بكلّ قوّتنا بعد نهاية مرحلة صفقة تبادل الأسرى».
ديبلوماسيّاً، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال ترؤّسه وفد المملكة في «الاجتماع الافتراضي» الاستثنائي لقادة مجموعة «بريكس» والدول المدعوّة للإنضمام لمناقشة تدهور الأوضاع في القطاع، أن ما تشهد غزة من جرائم وحشية في حق المدنيين الأبرياء وتدمير المنشآت والبنى التحتية، بما فيها المنشآت الصحية ودور العبادة، يتطلّب القيام بجهد جماعي لوقف هذه الكارثة الإنسانية التي تستمرّ بالتفاقم يوماً بعد يوم، ووضع حلول حاسمة لها.
وخلال الاجتماع ذاته، جدّد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الدعوة إلى حماية المدنيين في القطاع وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وعاجل ومستدام من دون عوائق، والوقف الفوري لإطلاق النار، مؤكداً أن السبيل الوحيد لمعالجة هذه الأزمة هو إعادة إحياء عملية السلام من أجل التوصّل إلى سلام عادل وشامل على أساس «حل الدولتين».
ودعت دول مجموعة «بريكس» خلال القمة التي استضافتها جوهانسبرغ، إلى «هدنة إنسانية فورية» تُفضي إلى وقف لإطلاق النار، وإلى «حماية المدنيين وتوفير المساعدة الإنسانية» في القطاع، حيث حضّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المجتمع الدولي على «توحيد جهوده لتهدئة الوضع»، مؤكداً أن دول المجموعة قادرة على «أداء دور أساسي» على هذا الصعيد، فيما اعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ أنه «يجب على كلّ أطراف النزاع وقف إطلاق النار والأعمال القتالية فوراً وإنهاء كلّ أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين وإطلاق سراح المدنيين المحتجزين لتجنّب المزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة».
ميدانيّاً، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنّ قوّاته انتهت من تطويق منطقة جباليا في شمال القطاع، حيث قتل القصف 33 فلسطينيّاً أمس، بينما تحدّثت قناة «الأقصى» الفضائية عن أن «المقاومة الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في شارع الجلاء ودوار الصفطاوي في مدينة غزة».
من جهة أخرى، تدرس الولايات المتحدة احتمال تصنيف الحوثيين المدعومين من طهران، مجدّداً، «منظمة إرهابية»، وذلك عقب احتجازهم سفينة شحن على صلة برجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، في حين أكد البنتاغون أن ضربة أميركية في العراق نُفّذت ردّاً على هجوم استهدف عسكريين أميركيين في قاعدة «عين الأسد»، أسفرت عن مقتل العديد من المقاتلين في ميليشيات موالية لإيران.