الخطيب: لتضافر الجهود مجتمعيًا في مواجهة التحديات بلبنان

12 : 24

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة، في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة التي قال فيها: "أمام هذا الواقع وفقدان الدولة القادرة عن القيام بمسؤولياتها تجاه شعبها لا يتبقى سوى أن يقوم المجتمع بما يمكنه لسدّ هذه الثغرات بالحدّ الادنى أفراداً ومؤسسات اجتماعية وثقافية أهلية، ولا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذا الواقع المرير، وليس من حق أحد أن يقول أن هذه ليست مسؤوليتي وأن نقول للناس كما قال اليهود لموسى (اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)، بل المطلوب أن تتكاتف الأيدي كلٌّ بحسب قدرته لتقديم ما يمكن تقديمه في هذا المجال أو ذاك حسب الاولويات حتى نجتاز هذه الازمة ونَعْبُر بالمجتمع إلى شاطئ السلامة. لكن يأتي بالأهمية في هذه الاولويات الشعور الداخلي بالمسؤولية يعني إصلاح النفس وأن تكون النفس خيِّرة تحبّ الخير والصلاح، فإصلاح النفس يأتي بالأولوية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)".


ورأى الخطيب ان "هذه الاخلاق وهذه الثقافة تتعرّض اليوم للدمار بفعل الحرب الثقافية التي تشعلها الثقافة الغربية وقيمها القائمة على إثارة الشهوات والغرائز وإشاعة المنكرات والترويج للمخدرات، هذه الحرب الناعمة التي تعمل على هدم بنياننا الثقافي والاخلاقي وتُسخِّر لها كل وسائل الدعاية والإعلان، وتحاول اليوم أن تتطور اساليبها اللاأخلاقية بالترويج للشذوذ الجنسي ولمسخ الهوية الانسانية للأفراد وتفكيك المجتمعات وإدخال هذا الإفساد للمدارس والجامعات، وكذلك انتشار المقامرة والكثير من الفساد التي لا مجال لتعدادها كالاختلاط من غير ضرورة الذي أصبح للأسف عادة حتى لدى المحجبات، وفي موضوع المشاكل الاجتماعية من مشاكل الزوجية والطلاق والحضانة ووجوب الالتزام بالأحكام الشرعية وثقافة الاحكام الشرعية الى النزاعات العائلية والعشائرية واستسهال القتل وسفك الدماء إلى الحاجات الصحية ومشكلة الاستشفاء إلى الاحتكار ورفع الأسعار وموضوع الفقر والحاجة كل هذه المشاكل مسؤوليات حلّها يقع اليوم على المجتمع والمؤسسات الاهلية والمتمكّنين مادياً".



وأكد "انّ الشعور بالسلام يكون حينما يؤدي كلّ منا واجبه بقدر ما يستطيع في أي مجال من المجالات، أما الذين يقعدون عن هذا الواجب ضنّاً بأموالهم خوف الفقر فهؤلاء يظنون بالله ظنّ السوء وعليهم دائرة السوء وقال الله تعالى فيهم: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا)".



وقال: "إذاً مع تخلّي الدولة ليس أمامنا وأمام المجتمع اللبناني سوى أن يعتمد على نفسه بما أمكن لمواجهة الحدّ الأدنى من تحقيق السلام والامن الاجتماعي حتى تستفيق القوى السياسية وتقوم بالاتفاق على ملء الفراغ في المؤسسات الدستورية التي نرجو أن تكون الاستحقاقات الداهمة والاخطار المحدقة بالبلاد دافعاً لها للقيام بذلك وتحمل مسؤولياتها على أنّ الشعب اللبناني لم ينتظرهم عندما تخلوا عن مسؤولياتهم في الدفاع عن لبنان وشعبه فحرّرت المقاومة الارض وطردت العدو وها هي اليوم تُلقِّن هذا العدو الدروس التي لن ينساها وهي تقضّ مضاجعه وتهاجم أوكاره التي اضطر للاحتماء بها فحمت لبنان من شروره بعد أن كان يعتقد أن المجازر التي يرتكبها في غزة ستُخيف المقاومة وتردعها عن حماية الحدود اللبنانية. لقد كان كل ذلك بفضل عزيمة المجاهدين المقاومين والشهداء الذين بذلوا دماءهم في سبيل الله تعالى وحماية لوطنهم وشعبهم وحفظاً لكرامته، وبفضل هذه المقاومة في لبنان والمنطقة في العراق وسوريا واليمن ومساعدة شعوب العالم اضطر هذا العدو أن يرضخ لشروط حماس والجهاد وفصائل المقاومة الفلسطينية. وإنا نتوجّه لله سبحانه بالدعاء بالنصر للمقاومة والشعب الفلسطيني ونسأل الله تعالى الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والمصابين والصبر والاجر العظيم لأهالي الشهداء".


MISS 3