مسار هرموني يُسرّع حرق السعرات الحرارية

02 : 00

فقدان الوزن ليس سهلاً في جميع الحالات، حتى أن الحفاظ على الكيلوغرامات المفقودة يكون صعباً بسبب عملية «التوليد الحراري التكيّفي»، ما يعني أن يبدأ الجسم بتوفير الطاقة بسبب تراجع السعرات الموجودة في المأكولات المستهلكة.



في دراسة جديدة على الفئران، يظن الباحثون أنهم اكتشفوا مساراً مفيداً من الإشارات الهرمونية. تكون المسارات التي تنقل الإشارات مشابهة لسلسلة التفاعلات البيوكيماوية في الجسم، فتطلقها عوامل معينة (مثل الأدوية) وتنتج آثاراً واضحة (مثل فقدان الوزن).

في هذه الحالة، منع هرمون «عامل تمايز النمو 15» (GDF15) الفئران من تخفيف استعمال الطاقة تلقائياً حين تتراجع المأكولات التي تستهلكها، ما أدى إلى تسريع عملية أيضية أخرى في عضلاتها.

يقول غريغوري ستاينبرغ، عالِم طب في جامعة «ماكماستر» في كندا: «إكتشفنا أن هرمون GDF15 لدى الفئران يعيق إبطاء الأيض الذي يحصل خلال الحميات الغذائية عبر تعزيز دورة الكالسيوم في العضلات».

كان بحث سابق قد استنتج أن هذا الهرمون ومُستقبِل GFRAL المرتبط به يؤثران على كمية الطعام التي تستهلكها الفئران. يظن الباحثون الآن أن هذين العنصرَين قد يحافظان على الوزن المفقود لفترة أطول ويسهّلان الالتزام بالحمية منذ البداية.

تبرز الحاجة إلى إجراء أبحاث كثيرة أخرى لتحليل الآليات الناشطة في هذا المسار ومعرفة ما وراء النتائج النهائية. كذلك، يجب أن تثبت الأبحاث أن هرمون GDF15 يعطي المفعول نفسه لدى البشر. مع ذلك، تبقى هذه النتائج الأولية واعدة.

بما أن البدانة ستصيب حوالى مليار شخص حول العالم بحلول العام 2030، ما يعني تأثيرها على أمراض أخرى مثل النوع الثاني من السكري، يتطلب الوضع استراتيجيات جديدة لمساعدة أكبر عدد من سكان العالم على استرجاع وزن صحي.

يوضح ستاينبرغ: «تشير دراستنا إلى قدرة هرمون GDF15 على كبح الرغبة في تناول المأكولات الدسمة، فضلاً عن تعزيز عملية حرق الطاقة في العضلات».

يمكن استعمال هرمون GDF15 مع أدوية أخرى لابتكار علاجات تكبح الشهية وتتمتع بفاعلية مضاعفة أو تفيد من لم يحققوا نجاحاً كبيراً عبر الحميات التقليدية.

لا يفهم العلماء بالكامل بعد الأسباب الكامنة وراء نجاح البعض في خسارة الوزن وفشل البعض الآخر. تتعدد العوامل المؤثرة في هذا المجال، وهي ترتبط بوضع كل شخص وبطبيعة الحمية الفردية. من خلال زيادة المعلومات المرتبطة بمسارات نقل الإشارات، يُفترض أن يتمكن العلماء من الإجابة على بعض الأسئلة المثيرة للاهتمام.

ينتج الجسم هرمون GDF15 طبيعياً، لا سيما في الكبد والكلى، ونعرف أن الكمية التي ينتجها تبلغ ذروتها خلال الحمل (يرتبط هذا الهرمون بنوبات الغثيان في هذه الفترة). يجب أن تستكشف الأبحاث المستقبلية أي آثار جانبية أو منافع محتملة للعلاجات المرتبطة به.

يكتب الباحثون في تقريرهم: «ستكون الدراسات المستقبلية التي تحلل الروابط بين إشارات GDF15 وGFRAL، ودورات الكالسيوم في العضلات، ومستوى صرف الطاقة لدى البشر، قبل خسارة الوزن وبعدها، بالغة الأهمية لاستكشاف القدرات العلاجية لهذا المسار في عملية التوليد الحراري التكيّفي».

نُشرت نتائج البحث في مجلة «ناتشر».


MISS 3