بعد الصراعات والحروب التي تشهدها المنطقة والخطر المحدق الذي يهدد الوطن، وإيماناً بدور الموسيقى في التغلب على لغة الحرب والإقتتال، برهن المعهد العالي للموسيقى «الكونسرفاتوار» برئاسة هبة القوّاس أن لبنان ماضٍ برسالته الإنقاذية وأننا بالموسيقى نتغلب على المحن. وهكذا توافد حشد من محبّي الموسيقى الكلاسيكية الى «المتحف الوطني» للتمتع بالأمسية التي أحيتها الاوركسترا الفيلهارمونية الوطنية بقيادة المايسترو هاروت فازليان برعاية وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، ممثلاً بروني الفا.
افتتحت الأمسية التي حملت عنوان «الصمود والعودة»، بموسيقى كلاسيكية مع فرقة قوامها 35 عازفاً مخضرماً تنوعت بين معزوفات لبيتهوفن وموزارت وسط جو راقٍ مع جمهور متعطش لفسحة أمل اصبحت حلماً في وطن تتجاذبه الأزمات وضاق فيه العيش.
وفي المناسبة، قالت القواس: «نحن صناع الحياة والثقافة وجسور الحب التي تحمل قلوباً لبنانية الى العالم اجمع. إنها رحلة لذبذبات موسيقية لا تنتهي وفي هذه الظروف الصعبة نطلق صرختنا الى العالم مع موسيقى بتهوفن الراقية»، مضيفةً: «توقفت الاوكسترا منذ 2019 وكان علينا مواجهة الأزمات المتتالية من «كورونا» الى انفجار المرفأ وصولاً الى الأزمة الحالية وكان الهدف الاساسي منذ استلامي ادارة «الكونسرفاتوار» اعادته لمزاولة نشاطه وتفعيل مدارس الموسيقى في كافة فروعها والحفاظ على الطاقم التعليمي. وها نحن اليوم نعلن عودة الاوركسترا بعد أزمة كبيرة ألمت بها فهي لن تبقى ضمن نطاق بيروت فحسب بل ستؤدي دورها الريادي على كافة الاراضي اللبنانية وصولاً الى العالمية».
