رمال جوني -

‪ مستقلّون من النبطية شاركوا في تظاهرة 6 حزيران‬

8 حزيران 2020

02 : 00

التحرّكات الشعبية لم تستكن وستزداد زخماً

مرّ قطوع 6 و6 مكرّر بأقلّ الخسائر، كاد أن يودي بالبلد الى فتنة مُدبّرة تجرّ الوطن الى مرحلة خطيرة قد لا تنتهي، وتُعيد مشاهد وصور الحرب الأهلية التي يرفضها الجميع. ربّما كان السبت الأسود بروفة للآتي، فالأجندة باتت واضحة، والعناوين تمظهرت.

ما انفكّ المواطن يطمح ببلد خال من شوائب الطائفية، طُرقاته مُعبّدة وليس كحالها اليوم تغزوها حفر الفساد والإهمال، وبكهرباء 24 على 24 وليس تقنيناً يصل الى 18 ساعة يومياً مع فاتورة مضاعفة: واحدة للدولة وأخرى للمولّدات. ما برح يحلم بأن تصل اليه مياه صالحة للشرب لا ملوثة، فيضطرّ لشرائها مرتين أيضاً، ما برح يسعى للوصول الى وطن مثالي وليس كحاله اليوم، يئنّ من الفقر والبطالة والفساد والإهمال. يريد وطناً يؤمن بالصناعة لأنها العمود الفقري الثابت لاقتصاده، وتشكّل ركيزة كبرى لفرص العمل للجيل الناشئ، يرى في الارض والزراعة ضمانته لمواجهة الحصار الجاثم على كل مقاليد السلطة، لا وطناً تحتله البطالة والإنحدار الإقتصادي والمالي والمعيشي. ربما هذا ما دفع بالحاجة السبعينية للخروج الى الشارع والمطالبة بأبسط أمنياتها: "مستقبل آمن لأحفادي".

بالرغم من مقاطعة حراك النبطية وكفررمان لتظاهرة ساحة الشهداء، وحدهم المستقلّون شاركوا فيها، وإن رفضوا عنوانها العريض:"نزع السلاح تحت بند القرار 1559"، إنطلاقاً من قاعدة "المقاومة سلاح، والسلاح مقاومة، وزجّه في حراك الشعب مرفوض".

وبالرغم من رفضها طرح السلاح ضمن أجندة الثورة، أبت السيدة فاطمة المقاطعة، جاءت مع زوجها وعدد قليل من المستقلّين للذهاب الى بيروت. تسلّحوا بالعلم اللبناني والكمّامة وقاية من "كورونا"، وذهبوا للمطالبة بالإصلاحات التي تضمن حياتهم، إصلاح المؤسسات والدوائر الرسمية والقضائية، من دون أن يغفلوا قانون ضمان الشيخوخة. فمعظم من شارك في تظاهرة بيروت من النبطية هم من هذه الفئة، وبعض الشبّان الذين خرجوا ليطالبوا بحقّهم بوظيفة ضمن إختصاصهم، بعيداً من المحاصصة والزبائنية والواسطة، "وظيفة بالكفاءة"، على حدّ قول دانيال عليق، الذي رفض زجّ سلاح "حزب الله" في تظاهرة مطلبية، فهذا "يُطيح بمبادئ الثورة ويخدم السلطة"، ويؤكد أن"طرح فكرة تطبيق القرار 1559 هو لحرف الثورة عن مسارها، وهذا نرفضه جملةً وتفصيلاً ويخلق فتنة لبناننا بغنى عنها". ولا تتردّد الحاجة أم علي بالقول:"نحن ضدّ الجوع، ضدّ سياسة سرقة حياتنا أكثر، نريد أن ننعم ببعض من راحة البال". وهي ترفض المسّ أو طرح مسألة سلاح المقاومة ضمن شعارات التظاهرة، فهو"طرح في غير مكانه، مشبوه يُراد منه شّق صفوف الثورة".

لا يبتعد أبو محمود كثيراً عن رؤيتها. السبعيني الذي دأب على المشاركة في كل التظاهرات الداعية الى إنصاف المواطن وإعطائه حقّه، دفعه الخوف من الآتي ليزحف نحو بيروت، يجزم بأنه "مع المقاومة وضدّ من يُطالب بنزع سلاحها، فهو مقاوم أباً عن جد، فالجنوب برأيه كلّه مقاومة، ومطالبنا المعيشية تندرج في سياق المقاومة، كما ندافع عن السلاح لمواجهة العدو، ندافع عن سلاح لقمتنا لمواجهة ما تبقّى من حياتنا".ووفق محمود شعيب، فإن التحرّكات الشعبية لم تستكن وستزداد زخماً لأن الأزمات المتلاحقة أرهقته. يؤكد "بأن المطالب المعيشية ووضع قانون انتخابي عادل من أبرز المطالب التي ستكون العنوان العريض للتحرّكات، وزجّ أي شعار خارجها يخدم السلطة، وهو ما نرفضه". بات المواطن يعيش على كفّ عفريت، يبحث عن لقمته الضائعة في دهاليز السياسة، لكنّه لا يجد غير الجوع. المئات خسروا أعمالهم ويعيشون على مساعدات الغير، ولكن الى متى؟ كل شيء بات في خبر كان، لكنّ المؤكّد أن هناك ضغطاً شعبياً ستشهده الساحات لتحقيق المطالب المرفوعة.


MISS 3