جدّدت واشنطن التعبير عن قلقها من احتمال تمدّد الصراع إلى لبنان، إذ نقلت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، كلمة ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، في منشور على حسابها عبر منصة «إكس»، وفيها: «لا نزال نشعر بالقلق إزاء احتمال امتداد هذا الصراع إلى ما هو أبعد. وعلى وجه الخصوص، لا تريد الولايات المتحدة رؤية صراع في لبنان، حيث ستكون للتصعيد آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، وعلى رفاهية الشعب اللبناني. إن استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية أمر في غاية الأهمية».
وأضافت: «يشكل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 عنصراً رئيسياً في هذا الجهد». وتابعت السفارة الأميركية، «تؤدي اليونيفيل دوراً حيوياً على طول الخط الأزرق، ونتوقع أن تعمل جميع الأطراف على ضمان سلامة قوات حفظ السلام».
أمّا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب فاعتبر أنّ لبنان «في حالة الدفاع عن النفس»، وشدّد خلال استقباله قائد هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة الجنرال باتريك غوشا، على وجوب «أن تتوقف الانتهاكات الإسرائيلية البحرية الجوية البرّية».
وأبلغ بو حبيب المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا أنّ «على إسرائيل أن تنفّذ قرارات الأمم المتحدة بخصوص فلسطين، حيث إن حلّ الصراع في الشرق الأوسط يبدأ من فلسطين من خلال حلّ الدولتين بناء على المبادرة العربية للسلام «الأرض مقابل السلام».
في غضون ذلك، شدّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على «أن الملايين العشرة التي وعدت بها الحكومة تعويضاً عن الأضرار التي لحقت بالمواطنين والممتلكات في الجنوب من جرّاء تبادل القصف الصاروخي والمدفعي بين «حزب الله» وإسرائيل، يجب أن يدفعها الوزراء الذين صوّتوا على هذا القرار من جيوبهم، ذلك أنّ أكثرية، وأكثرية كبيرة من الشعب اللبناني لم تفوِّض أحداً بإطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل حفاظاً على دوره الإقليمي».
وأكّد جعجع في بيان أنّ ما يشهده الجنوب من تبادل للقصف ليس مساندة لغزّة بتاتاً، وأكبر دليل أنّ العدوان على غزّة استمرّ وما زال مستمرّاً، وهل يمكن أن يلحق الدمار بغزة أكثر مما لحق بها؟ وبالتالي ما الدور الذي أدّاه إطلاق الصواريخ والقذائف من لبنان؟ الجواب: أنّ دور هذه القذائف والصواريخ هو لمجرّد أن يُبقي «حزب الله»، إيران في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي».
على صعيد آخر، أكد رئيس أركان الدفاع البريطاني الأدميرال Sir Tony Radakin خلال لقائه قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة أهمية دور المؤسسة العسكرية في حفظ أمن لبنان واستقراره خلال هذه المرحلة الاستثنائية، لافتاً إلى استمرار دعم بلاده لها.
بدوره، أعرب قائد الجيش عن تقديره الدعم البريطاني المتواصل، مشدّداً على مواصلة التعاون بين الجيشين اللبناني والبريطاني.
إلى ذلك، قدّر السفير السعودي في لبنان وليد البخاري خلال لقائه وفداً من مجلس الأعمال اللبناني ـ السعودي برئاسة رئيسه رؤوف أبو زكي، «موقف لبنان من انتخابات معرض اكسبو والذي جاء بمثابة تأييد شامل للمملكة»، وقال: «إذا أراد لبنان أن يكون شريكاً ضمن الرؤية فهناك محدّدات ومتطلّبات مسبقة واتفاقيات قانونية من أجل حماية الاستثمارات لا بدّ من الالتزام بها».
ولفت إلى تسلمه من مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر «مشاريع الاتفاقيات الـ22 بحالتها القانونية»، مشيراً إلى أنّ ذلك «خارج إطار اللجنة العليا اللبنانية السعودية، غير أنّ المملكة ارتأت أنه في ظل هذا الجمود يجب عدم إضاعة الوقت، وقامت بمراجعة الاتفاقيات وتعديل بعض المتطلبات المسبقة المطلوبة لطرحها في حال النجاح في حل مسألة الفراغ الرئاسي».
وأشار إلى أنّ «الأموال سوف تأتي إلى لبنان، فرجال الأعمال والمستثمرون يبحثون عن فرص استثمارية عالية المردود ولبنان يمتلك مثل هذه الفرص لا سيما في قطاعات حيوية مثل: العقار، السياحة، الزراعة والطاقة»، لافتا إلى «عائقين أساسيين هما: الاستقرار السياسي والتدفقات المالية المحمية».
وفي ما يتعلق بأزمة المصارف والودائع، لفت إلى «عدم تقديم أي من رجال الأعمال السعوديين أي شكوى دولية ضد لبنان، رغم وجود أموال خاصة محتجزة للمودعين السعوديين، وتقديراً لوضع لبنان، هناك قرار بعدم إلحاق الأذى».