الشيخ الخطيب: للخروج من الاصطفافات الحادة ومعاودة التواصل لحلّ الأزمات

12 : 52

 أدّى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس، وألقى خطبة الجمعة التي قال فيها: "إنّ الفارق بين أولئك الذين يمارسون العدوان وقد يلقون حتفهم في هذا الصراع يندفعون في عدوانهم بتحريض غرائزي مادي حيواني وعن الحقد والانتقام الشخصي وعن الشعور بالخوف والقلق وعدم الاستقرار، وأما الذين يواجهون الظلم والعدوان فهم يقومون بذلك بدافع من القيم التي آمنوا بها وعن الشعور بالأمن النفسي المرتكز على الحق ولا ينطلق من الحقد والكراهية والانتقام، وإنّما الدعوة للحق والدفاع عن قيم الحق والعدالة فليس في خلفية المواجهة لديهم عامل نفسي شخصي فلا يجوز لديهم التمثيل بالميت من العدو".


أضاف: "انّ هذا يبرز بشكل واضح اليوم في معركتنا مع العدو الاسرائيلي الذي يرتكب الجرائم بحقّ أبناء أمتنا فيرتكب المجازر بحق الآمنين كما يفعل اليوم في غزة والضفة وكما فعل بالأمس في لبنان كما في مجزرة قانا وقتله الأطفال في مركز للقوات الدولية المفترض انه تحت حماية الامم المتحدة والقوات الدولية، فلا عهود ولا مواثيق ولا قوانين دولية تُحتَرم لديه وإنما البطش والإرهاب وموازين القوة وشريعة الغاب والعدوانية الشريرة هي التي تحكم تصرفاته، ومن المؤسف انه استطاع أن يُعمّم هذه الاخلاقية على العالم فيجد من يُدافع عنه ويحميه ويشجّعه على هذه الممارسات أو لأنه الأداة التي يبطش بها الغرب اندفاعاً خلف غرائزه وعدوانيته وأطماعه التي لا حدود لها، فافتقد العالم الأمن والاستقرار".


وأكد الخطيب أن "إيماننا بأحقّية موقفنا يجعلنا في اطمئنان كامل بالانتصار في معركتنا التي نخوضها دفاعاً عن بلدنا لانتزاع حقّنا وتحرير أرضنا وفي مواجهة الشرير الذي لا يفتأ يهدّد ويتوعد بالدمار والخراب، ونقول له: لقد جرّبت حظك في الماضي وجرّيت ذيل الخيبة والهزيمة، ولم يكن حظك اليوم في غزة الا الخزي والعار وافتُضحت أمام العالم، وسوف لن تجد في لبنان إلا أسوداً ينتظرون اللحظة التي يواجهون فيها كبرياءك المحطّم على صخرة صمود غزة ليذيقونك هوانَ الهزيمة النكراء وتكون نهايتك على يد أبطال جنود الله الميامين على تخوم جبل عامل وحدود لبنان الجنوبية".


وقال: "أيها الاخوة، إنّ لبنان اليوم ليس كالأمس ليستطيع العدو أن يعبر حدوده ويحتله بفرقة موسيقية، فقد مضى هذا الزمن الذي يستطيع فيه أن يحتل أو يضرب أو يقتل دون أن يُكال له الصاع صاعين أو أكثر وقد ذاق بالأمس بعض بأسهم. إنّ هذه المواجهة التي أذلَّت العدو وزادته صغاراً إلى صغار أضْفَت الى ثقة اللبنانيين بمقاومتهم ثقة وقَرَّبت المسافات بينهم بفضل دماء وتضحيات أبنائها وجميل صبر أهالي الشهداء التي ظهر للمرة الألف صدقهم وإخلاصهم للبنان كما لفلسطين كما للعرب والمسلمين وكل المظلومين، وكان من بركات ذلك تعزيز أواصر الوحدة الداخلية بين اللبنانيين نأمل أن تفضي الى الخروج من الاصطفافات السياسية الحادة ومعاودة التواصل بين جميع الفرقاء للتوصل سريعاً إلى حلول للأزمات التي يعاني منها لبنان حفاظاً على الكيان وعلى اللبنانيين بتخفيف الاعباء الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فشعب لبنان يستحق أكثر من ذلك". 

MISS 3