فلويد يُدفن بتابوت ذهبي: أنا أحبكم، ضعوا البنادق جانباً!

02 : 00

عُقدت أمس مراسم جنازة جورج فلويد في هيوستن بولاية تكساس بعد خمسة عشر يوماً على مصرع الاميركي الاسود اختناقاً على يد شرطي أبيض، ما اثار تظاهرات ضخمة في مختلف انحاء الولايات المتحدة. وقالت القسيسة ميا رايت في كنيسة فاونتن أوف برايز "إنه وقت الاحتفال بحياته". وكان أقرباء فلويد ألقوا على نعشه المفتوح النظرة الاخيرة.

والإثنين تم تكريم ذكرى الرجل الأسود البالغ من العمر 46 عاماً في هذه المدينة التي عاش فيها فترة طويلة وتسببت وفاته بإطلاق شرارة غضب وتظاهرات لم تشهدها الولايات المتحدة منذ ستينات القرن الماضي دفاعاً عن الحقوق المدنية.

وكان فلويد الذي يبلغ طوله 1.93 متر معروفاً لأصدقائه وعائلته بأنه "عملاق لطيف"، وهو مغني راب ورياضي عانى من مشاكل مع قوات إنفاذ القانون والإدمان ولكنه أراد الأفضل لأطفاله. انتقلت والدته، التي كان يصرخ من أجلها عندما كان يموت في 25 أيار الماضي في مينيابوليس، إلى هيوستن بعد فترة وجيزة من ولادته في عام 1973 في ولاية نورث كارولينا. نشأ فلويد في الحي الثالث، وهو حي فقير وغالبية سكانه من الأميركيين الأفارقة في وسط هيوستن.

وأفاد ابن عمه شاريده تيت خلال تجمع تكريمي الأسبوع الماضي في مينيابوليس "لم يكن لدينا الكثير، لكن كان لدينا دائماً بعضنا البعض".

وقال معلّمه في الصف الثاني واين سيكستون: "حين كان جورج يبلغ سبعة أعوام كان يحلم بأن يصبح قاضياً في المحكمة العليا ذات يوم". وفي مدرسة جيك ييتس الثانوية، لعب دور الأخ الأكبر لكثير من الأولاد المحليين. وأشار شقيقه الأصغر فيلونيس في التجمع التكريمي "كان يعلمنا كيف نكون رجالاً لأنه كان في العالم قبلنا بالفعل".





تميز فلويد في مجال كرة القدم وتفوق في كرة السلة حين كان في الكلية، حيث أوضح شقيقه فيلونيس أنّه "كان شرساً في الملعب"، ولكن في الحياة كان عملاقاً لطيفاً مع جميع الناس". ترك فلويد الكلية وعاد إلى هيوستن لمساعدة عائلته في تدبر أمورها في التسعينات، وانضم الى دائرة الهيب هوب في هيوستن واشتهر باسم "بيغ فلويد"، حيث حقق بعض النجاح.

لكنه لم يتمكن من تفادي الطابع العنيف لهذا المجال في هيوستن، فاعتقل عدة مرات بتهمة السرقة وتجارة المخدرات. وأشارت بعض وسائل الإعلام المحلية إلى أنه سُجن أربع سنوات في مطلع القرن الحادي والعشرين بتهمة السطو المسلح.

وبعد خروجه من السجن، التفت إلى الشأن الديني وتعاون مع كاهن رعية في الحي الثالث، واستخدم سمعته وحبه لنجم كرة السلة ليبرون جيمس لجذب الشبان إلى الكنيسة، حيث علمهم أيضاً ممارسة كرة السلة. قال فيلونيس "كان قوياً، كان بارعاً في استخدام الكلمات".

انتقل فلويد إلى مينيابوليس في عام 2014 من أجل "تغيير الأجواء" والبحث عن عمل أكثر استقراراً للمساعدة في دعم أم ابنته الجديدة جيانا. كان يعمل كسائق شاحنة لجيش الإنقاذ (منظمة خيرية ترعى الفقراء) ثم كحارس في حانة، وهي الوظيفة التي فقدها عندما أغلقت مطاعم المدينة بسبب وباء كوفيد - 19.

كتب فلويد على موقع "إنستغرام" عام 2017 وسط اضطرابات عرقية "لدي عيوب، وأنا لست أفضل من أي شخص آخر". وتابع "لكن عمليات إطلاق النار جارية، لا يهمني ما هو دينك أو من أين أنت. أنا أحبك، والله يحبك يا رجل. ضعوا البنادق جانباً".


MISS 3